الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٣
جميع الأفكار تترابط عضويا مع بقية المنظومة الفكرية التي تحكمها، وإسقاط واحدة من حلقات هذه المنظومة سيؤثر بمنتهى السلب على مجمل هذه المنظومة، ولهذا فإن من المسؤولية الشرعية بعاتق أهل الإيمان هو إثبات هذه العقائد والدفاع عنها طالما أنها ثبتت بالطرق الشرعية، وخصوصا إن النافي لها، أو المستخف بها لا يملك دليلا على ذلك، وهو الأمر الذي سيلحظه القارئ الكريم بسهولة في هذا الكتاب.
وثانيها: إن فكرة الولاية التكوينية قد وردت فيها آيات قرآنية كثيرة جدا وروايات صحيحة وموثوقة يعضد بعضها بعضا، فالاهتمام بها والدفاع عنها دفاع عن القرآن والسنة الشريفة.
وثالثها: إن فكرة الولاية التكوينية لم تكن هي الفكرة الوحيدة المتعلقة بأهل البيت (عليهم السلام) التي تعرض لها الرجل بالنفي حتى يمكن لنا أن نقول بأن الدنيا لن تتوقف إن نفيت هذه الفكرة، وإنما طالت أفكار الرجل أغلب الموضوعات القرآنية التي تناولت حق أهل البيت (عليهم السلام) إن لم يكن بأجمعها (1)، وسار في تفسيرها

١ - أقول ذلك لأننا اكتشفنا مؤخرا - فيما لدينا من أجزاء كتابه من وحي القرآن - أنه لم يذر آية تتعلق بحق أهل البيت عليهم السلام إلا وصرفها عنهم، أو أعمل فيها منطق: (وسعوها تتسع) أي أنه أخرجها من قيدها بخصوص أهل البيت (عليهم السلام) لتشمل غيرهم أيضا، أو أحال - في الواضحات - إلى كتب الشيعة والسنة لتراجع، دون أن يبدي أي تعليق على طبيعة الفهم الشيعي جاعلا الفهمين السني والشيعي في عرض واحد، أو أنه أهمل موضوع علاقة الآية بأهل البيت (عليهم السلام) بشكل مطلق، وهذه الأمور لا تحصل اعتباطا، أو بشكل غير مقصود، وإنما يحركها منهج للتعامل معها، ولربما لو خرج كتابه بأجمعه لرأينا أنه قد فعل ذلك مع جميع هذه الآيات.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279