النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٠١
فمنع أصحابنا الإمامة من ذلك مطلقا وقالوا لا طريق إلا النص، لأنا قد بينا أن العصمة شرط في الإمامة، والعصمة أمر خفي لا اطلاع عليه لأحد إلا الله (1) فلا يحصل حينئذ العلم بها، في أي شخص هي، إلا بإعلام عالم الغيب وذلك يحصل بأمرين:
أحدهما: إعلامه بمعصوم كالنبي (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بعصمة الإمام (عليه السلام) وتعيينه.
وثانيهما: إظهار المعجزة على يده الدالة على صدقه في ادعائه الإمامة وقال أهل السنة إذا بايعت الأمة شخصا غلب عندهم استعداده لها، واستولى بشوكته على خطط الإسلام صار إماما، وقالت الزيدية كل فاطمي عالم زاهد خرج بالسيف وادعى الإمامة فهو إمام والحق خلاف ذلك من وجهين:
الأول: أن الإمامة خلافة عن الله ورسوله فلا يحصل إلا بقولهما.
الثاني: أن إثبات الإمامة بالبيعة والدعوى يفضي إلى الفتنة، لاحتمال أن تبايع كل فرقة شخصا أو يدعي كل فاطمي عالم الإمامة، فيقع التحارب والتجاذب.

(1) قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أطبق أئمة التفسير من الفريقين على أن هذه الآية نزلت في علي (عليه السلام) حين تصدق بخاتمه على السائل وهو راكع ورواه المخالف والمؤلف بطرق عديدة منها ما رواه الثعلبي بإسناده إلى أبي ذر قال سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) بأذني هاتين وإلا فصمتا ورأيته بعيني هاتين وإلا فعميتا يقول علي قائد البررة علي قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله، أما أني صليت يوما مع النبي (صلى الله عليه وآله) فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فأومأ (عليه السلام) إليه وهو راكع فأخذ الخاتم من خنصره اليمنى فلما فرغ النبي (صلى الله عليه وآله) قال اللهم إن موسى قال رب اجعل لي وزيرا من أهلي فأنزلت سنشد عضدك بأخيك (الآية) فاجعل لي وزيرا من أهلي أشد به عضدي فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل بهذه الآية إنما وليكم الله ورسوله (الآية) (س ط).
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست