لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٤٢
الأثير: قال الحربي نمى مشددة وأكثر المحدثين يقولونها مخففة، قال: وهذا لا يجوز، وسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يكن يلحن، ومن خفف لزمه أن يقول خير بالرفع، قال: وهذا ليس بشئ فإنه ينتصب بنمى كما انتصب بقال، وكلاهما على زعمه لازمان، وإنما نمى متعد، يقال: نميت الحديث أي رفعته وأبلغته. ونميت الشئ على الشئ: رفعته عليه. وكل شئ رفعته فقد نميته، ومنه قول النابغة:
فعد عما ترى، إذ لا ارتجاع له، وانم القتود على عيرانة أجد ولهذا قيل: نمى الخضاب في اليد والشعر إنما هو ارتفع وعلا وزاد فهو ينمي، وزعم بعض الناس أن ينمو لغة. ابن سيده: ونما الخضاب ازداد حمرة وسوادا، قال اللحياني: وزعم الكسائي أن أبا زياد أنشده:
يا حب ليلى، لا تغير وازدد وانم كما ينمو الخضلب في اليد قال ابن سيده: والرواية المشهورة وانم كما ينمي. قال الأصمعي:
التنمية من قولك نميت الحديث أنميه تنمية بأن تبلغ هذا عن هذا على وجه الإفساد والنميمة، وهذه مذمومة والأولى محمودة، قال:
والعرب تفرق بين نميت مخففا وبين نميت مشددا بما وصفت، قال: ولا اختلاف بين أهل اللغة فيه. قال الجوهري: وتقول نميت الحديث إلى غيري نميا إذا أسندته ورفعته، وقول ساعدة بن جؤية:
فبينا هم يتابعون لينتموا بقذف نياف مستقل صخورها أراد: ليصعدوا إلى ذلك القذف. ونميته إلى أبيه نميا ونميا وأنميته: عزوته ونسبته. وانتمى هو إليه: انتسب. وفلان ينمي إلى حسب وينتمي: يرتفع إليه. وفي الحديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه أي انتسب إليهم ومال وصار معروفا بهم. ونموت إليه الحديث فأنا أنموه وأنميه، وكذلك هو ينمو إلى الحسب وينمي، ويقال: انتمى فلان إلى فلان إذا ارتفع إليه في النسب. ونماه جده إذا رفع إليه نسبه، ومنه قوله:
نماني إلى العلياء كل سميدع وكل ارتفاع انتماء. يقال: انتمى فلان فوق الوسادة، ومنه قول الجعدي:
إذا انتميا فوق الفراش، علاهما تضوع ريا ريح مسك وعنبر ونميت فلانا في النسب أي رفعته فانتمي في نسبه. وتنمى الشئ تنميا: ارتفع، قال القطامي:
فأصبح سيل ذلك قد تنمى إلى من كان منزله يفاعا ونميت النار تنمية إذا ألقيت عليها حطبا وذكيتها به.
ونميت النار: رفعتها وأشبعت وقودها.
والنماء: الريع. ونمى الإنسان: سمن. والنامية من الإبل:
السمينة. يقال: نمت الناقة إذا سمنت. وفي حديث معاوية:
لبعت الفانية واشتريت النامية أي لبعت الهرمة من الإبل واشتريت الفتية منها. وناقة نامية: سمينة، وقد أنماها الكلأ.
ونمى الماء: طما. وانتمى البازي والصقر وغيرهما وتنمى:
ارتفع من مكان إلى آخر، قال أبو ذؤيب:
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست