لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٤٤
زيد العذري:
إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده، أطال فأملى، أو تناهى فأقصرا وقال في المعتل بالألف: نهوته عن الأمر بمعنى نهيته. ونفس نهاة: منتهية عن الشئ. وتناهوا عن الأمر وعن المنكر: نهى بعضهم بعضا. وفي التنزيل العزيز: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، وقد يجوز أن يكون معناه ينتهون.، ونهيته عن كذا فانتهى عنه، وقول الفرزدق:
فنهاك عنها منكر ونكير إنما شدده للمبالغة. وفي حديث قيام الليل: هو قربة إلى الله ومنهاة عن الآثام أي حالة من شأنها أن تنهى عن الإثم، أو هي مكان مختص بذلك، وهي مفعلة من النهي، والميم زائدة، وقوله:
سمية ودع، إن تجهزت غاديا، كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فالقول أن يكون ناهيا اسم الفاعل من نهيت كساع من سعيت وشار من شريت، وقد يجوز مع هذا أن يكون ناهيا مصدرا هنا كالفالج ونحوه مما جاء فيه المصدر على فاعل حتى كأنه قال: كفى الشيب والإسلام للمرء نهيا وردعا أي ذا نهي، فحذف المضاف وعلقت اللام بما يدل عليه الكلام، ولا تكون على هذا معلقة بنفس الناهي لأن المصدر لا يتقدم شئ من صلته عليه، والاسم النهية. وفلان نهي فلان أي ينهاه.
ويقال: إنه لأمور بالمعروف ونهو عن المنكر، على فعول. قال ابن بري: كان قياسه أن يقال نهي لأن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الأول بالسكون قلبت الواو ياء، قال: ومثل هذا في الشذوذ قولهم في جمع فتى فتو. وفلان ما له ناهية أي نهي. ابن شميل: استنهيت فلانا عن نفسه فأبى أن ينتهي عن مساءتي. واستنهيت فلانا من فلان إذا قلت له أنهه عني. ويقال: ما ينهاه عنا ناهية أي ما يكفه عنا كافة. الكلابي: يقول الرجل للرجل إذا وليت ولاية فإنه أي كف عن القبيح، قال: وانه بمعنى انته، قاله بكسر الهاء، وإذا وقف قال فانهه أي كف. قال أبو بكر: مررت برجل (* قوله أبو بكر مررت برجل إلخ كذا في الأصل ولا مناسبة له هنا.) كفاك به، ومررت برجلين كفاك بهما، ومررت برجال كفاك بهم، ومررت بامرأة كفاك بها، وبامرأتين كفاك بهما، وبنسوة كفاك بهن، ولا تثن كفاك ولا تجمعه ولا تؤنثه لأنه فعل للباء. وفلان يركب المناهي أي يأتي ما نهي عنه. والنهية والنهاية: غاية كل شئ وآخره، وذلك لأن آخره ينهاه عن التمادي فيرتدع، قال أبو ذؤيب:
رميناهم، حتى إذا اربث جمعهم، وعاد الرصيع نهية للحمائل يقول: انهزموا حتى انقلبت سيوفهن فعاد الرصيع على حيث كانت الحمائل، والرصيع: جمع رصيعة، وهي سير مضفور، ويروى الرصوع، وهذا مثل عند الهزيمة. والنهية: حيث انتهت إليه الرصوع، وهي سيور تضفر بين حمالة السيف وجفنه. والنهاية: كالغاية حيث ينتهي إليه الشئ، وهو النهاء، ممدود. يقال: بلغ نهايته. وانتهى الشئ وتناهى ونهى: بلغ نهايته، وقول أبي ذؤيب:
ثم انتهى بصري عنهم، وقد بلغوا، بطن المخيم، فقالوا الجو أو راحوا
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست