تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٩٥
فيكون الأصل هو الصحة.
وإن كان مما لم يصل فيه ذلك:
فإن قلنا بأصالة البراءة حينئذ فالأصل هو الصحة، فإن مقتضى استصحاب عدمها واستصحاب شغل (1) الذمة وإن كان الفساد. إلا أنهما مقطوعان بأصالة البراءة على القول بها، فإنها على تقدير اعتبارها حاكمة على غيرها من الأصول العملية.
لا يقال: إنه لا مساس لأصالة البراءة - في المقام - بوجه، فإنها إنما تجري مع الشك في أصل التكليف، والمفروض ثبوته في المقام وهو النهي، غاية الأمر أنه لم يعلم اقتضاؤه للفساد، وهو لا يوجب ارتفاع أصله، فلا مجرى لها بالنسبة إلى نفس التكليف.
وأما بالنسبة إلى شرطية إتيان المأمور به في غير ذلك الفرد المحرم، فكذلك أيضا، فإنها وإن كانت مشكوكة، إلا أن أصالة البراءة ليس من شأنها إحراز المكلف به، بل شأنها إنما هو نفي التكليف المشكوك فيه.
لأنا نقول: عدم جريانها بالنسبة إلى نفس التكليف مسلم لفرض ثبوته، لكنها جارية بالنسبة إلى الشرطية، فإن مرجعها حينئذ إلى نفي التكليف بإتيان المأمور به في ضمن غير هذا الفرد، وهو مشكوك فيه، لا إلى تعيين المأمور به.
والحاصل: المعلوم إنما هو ثبوت التكليف بنفس الطبيعة المأمور بها التي تحصل بالفرد المحرم، وأما ثبوته بها مقيدة بإتيانها في ضمن غير ذلك الفرد فلا يقتضي، فإن كان المكلف به الواقعي نفس الطبيعة المطلقة فامتثاله حاصل بالفرد المحرم البتة، وإن كان هي الطبيعة المقيدة فالتكليف بها غير معلوم منفي بالأصل، والإتيان بالفرد المحرم رافع للعقاب الآتي من قبل الأمر إليه وان كان

(1) في هامش النسخة المستنسخة ذكر فوق هذه الكلمة كلمة: (اشتغال)، والظاهر أنها تفسير للشغل المذكور في المتن.
(٩٥)
مفاتيح البحث: النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377