تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٩٩
وأيضا الظاهر عدم اعتبارهم استناد الدلالة إلى الوضع - أيضا - بل مراد القائلين بالدلالة اللغوية الدلالة العرفية المقابلة للشرعية ولو كانت مستندة إلى قرينة عامة، كما يظهر من بعض أدلتهم الآتية إن شاء الله تعالى.
- وأيضا - الظاهر من كل واحدة من الدلالتين - أعني اللغوية والشرعية - ما يعم العقلية أيضا، كما لا يخفى، فإنهم حصروا الدلالة المدعاة - في المقام - في اللغوية والشرعية مع أن بعضهم ادعى دلالة النهي على الفساد، عقلا، فلا بد من إرجاع ذلك إلى أحدهما، لئلا ينافي حصرهم ذلك، ولما كانت الدلالة العقلية اللفظية ناشئة من إدراك العقل التلازم بين المعنيين بينا أو غير بين، فإن كان المعنى الملزوم للفساد مما وضع له النهي لغة يكون (1) تلك الدلالة داخلة في اللغوية، أو شرعا فداخلة في الشرعية، كما لا يخفى.
نعم دعوى ثبوت الحقيقة الشرعية في النهي لما يلازم الفساد دونها خرط القتاد.
ولعل مراد القائلين بالدلالة على الفساد شرعا نفي الدلالة عقلا، بمعنى أنه لا ملازمة بين النهي الذي هو طلب الترك وبين الفساد، إلا أن الشارع حكم بفساد ما نهي عنه، فالملازمة شرعية، لا عقلية.
ولكن لا يخفى أنه لا يصح حينئذ جعل الدلالة الشرعية مقابلة للغوية.
وكيف كان، فالمهم توجه المقال بما يسعه المجال إلى تحقيق في المسألة على ما يقتضيه النظر، وترك الالتزام بتقليد واحد من تلك الأقوال. شعر:
خلق را تقليدشان بر باد داد اى دو صد لعنت بر اين تقليد باد فاعلم أن الذي يقتضيه التأمل والإنصاف بعد تجانب طريق التقليد والاعتساف ما حققه - دام ظله - من نفي وضع النهي للفساد مطلقا - لغة وشرعا -

(1) في النسخة فان كان معنى اللزوم للفساد مما وضع له النهي لغة فيكون والصحيح ما أثبتناه.
(٩٩)
مفاتيح البحث: النهي (7)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377