تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٩١
لا يوجب خروج ذات المقيد - الذي هو جزء من ذلك المجموع - عن كونه من مصاديق الطبيعة المأمور بها، أو مما ينطبق عليها، فيمكن بقاء الأمر بالنسبة إليه، فلا ملازمة بينه وبين الفساد، إذ مع وجود الأمر يقع ذات المقيد صحيحا أو أنه لا حاجة في صحة العبادة إلى وجود الأمر، بل يكفي وجود الجهة المقتضية له في المأتي به، والنهي لا يلازم ارتفاعها عن ذات المقيد.
وهذان الأخيران نقلهما - دام ظله - عن المحقق القمي (1) - قدس سره - ولم يكن حينئذ كتابه موجودا عندي، وسيأتي تمام الكلام في تلك المشارب بما فيها، فانتظر.
وكيف كان، فلا ينبغي الارتياب في مباينة المسألة هذه لتلك المسألة وعدم الاتحاد بينهما بوجه.
قال دام ظله: ويمكن الفرق بين المسألتين أيضا بأن النزاع في المقام إنما هو في أن النهي المتعلق بالشيء، هل هو متعلق به بالنظر إلى ذاته وأن موضوعه واقعا هو الذات، أو أنه متعلق في الحقيقة بعنوان متحد معه خارج عن حقيقته، والنزاع - في تلك المسألة - بعد الفراغ عن تعلقه بالذات، إذ بدونه ينتفي المنافاة بين المطلق والمقيد بناء على جواز اجتماع الأمر والنهي مع تعدد الجهة، فيكون النزاع في المقام صغرويا راجعا إلى أن المقام من مصاديق مسألة اجتماع الأمر والنهي، أو أنه من مصاديق مسألة بناء المطلق على المقيد، فمن ذهب إلى أن النهي متعلق بالذات - بما هي - يقول بالثاني، ومن ذهب إلى الثاني يقول بالأول.
أقول: لا يخفى عدم تمامية هذا الوجه:
أما أولا: فلأن من أفراد محل النزاع في المقام تعلق النهي بذات الشيء

(1) القوانين 1: 162، وقد عثرنا على القول الأول من الأخيرين دون نسبته إلى الحاجبي والعضدي، كما لم نعثر على القول الثاني منهما.
(٩١)
مفاتيح البحث: النهي (6)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377