تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٣١
أيضا يقع المورد المستثنى امتثالا في بعض الأحوال، كما في صورة الغفلة عن النهي أو نسيانه أو الجهل به جهلا يعذر فيه، كما ثبت ذلك في مثل الصلاة في المكان المغصوب، حيث إنهم حكموا بصحتها في الأحوال المذكورة - كما مرت الإشارة إليه في ثمرات تلك المسألة - ولم يحكموا بها في شيء من المثالين المذكورين، فإن كان المانع من الصحة فيهما هو وجود النهي الواقعي الثانوي في تلك الأحوال، فهو بعينه موجود في الصلاة في المكان المغصوب في الأحوال المذكورة، وإن كان هو فعلية النهي فمن المعلوم انتفاؤه في الكل في تلك الأحوال.
وكيف كان، فلا يرى بين الأمثلة الثلاثة فرق أصلا، فلم يبق وجه لاختلاف حكم بعضها مع بعض.
هذا، مع أن هنا إشكالا آخر: وهو أن الثاني من المثالين من أفراد محل النزاع في تلك المسألة، لكون متعلقي الأمر والنهي فيه طبيعتين بينهما عموم من وجه، كما في قوله: (صل، ولا تغصب) مع أنهم لم يختلفوا في ثبوت التنافي بين الأمر والنهي في ذلك المثال، بل اتفقوا على التنافي بينهما من غير بنائهم التنافي على امتناع اجتماع الأمر والنهي، واختلفوا في ثبوت التنافي في مثل (صل، ولا تغصب)، وبنوه على تلك المسألة.
هذا مجمل تقرير الإشكالين.
والجواب عن الأول منهما: أنه فرق واضح بين قوله (أكرم العلماء، ولا تكرم الفساق) وبين قوله (صل ولا تغصب)، حيث إن الأمر والنهي في الأول، واردان على خصوص كل واحد من الأفراد، لكون متعلقهما من العمومات الاستغراقية، والفرد الذي هو مورد الاجتماع للعامين ورد (1) النهي عنه، فيكون المنهي عنه ذاته من غير اعتبار جهة فيه أصلا، بمعنى أن المنهي عنه إنما هو تمام

(1) في الأصل: ورود..
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377