نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٧٨
الاجتهادية (126).
وقد انعكس كلا الاتجاهين في مجلس الرسول (صلى الله عليه وآله) في آخر يوم من أيام حياته فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي (صلى الله عليه وآله) هلم اكتب الكم كتابا لن تضلوا بعده. فقال عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول، قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم: قوموا (127).
وهذه الواقعة وحدها كافية للتدليل على عمق الاتجاهين، ومدى التناقض والصراع بينهما.
ويمكن أن نضيف إليها - لتصوير عمق الاتجاه الاجتهادي ورسوخه - ما حصل من نزاع وخلاف بين الصحابة حول تأمير أسامة ابن زيد على الجيش بالرغم من النص النبوي الصريح على ذلك، حتى خرج الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو مريض - فخطب الناس وقال:

(١٢٦) راجع تفاصيل أوفى / النص والاجتهاد / العلامة عبد الحسين شرف الدين / ص ١٦٩ / ٢٤٣.
(١٢٧) راجع صحيح البخاري / كتاب العلم / ج 1 / ص 37، طبعة دار الفكر - بيروت / 1981 وراجع: الطبقات الكبرى / لابن سعد / ج 2 / ص 242.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 73 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة