نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٣٥
وجوابه:
إن النصوص التي أوردناها، والروايات المتضافرة التي تصرح ببيان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولاية علي ووزارته، وخلافته، وإمرته من بعده، في مواقف لا تحصى كثرة، ومناسبات لا تعد مما لم يحظ به امر ديني أو دنيوي، ومما لم ينل من اهتمامه صلوات الله وسلامه عليه ما ناله مثل هذا الامر، حتى انتهى إلى الاعلان الرسمي يوم الغدير المشهود، وإلى التصريح به مرارا، كما أشرنا إليه - وكما ستجده في البحث الذي بين يدلك للشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه - فضلا عما اقتضاه منطق الأشياء، ومنطق الشريعة الخالدة الكاملة، إن ذلك كله فيه الكفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد. ومع ذلك كله فقد أراد الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) أن يختصر على الأمة المعاناة، وأن يكرمها بألطاف العناية الربانية فيجنبها العثرات وأسباب الضلال فقال صلوات الله وسلامه عليه وهو على فراش مرضه وفي آخر ساعات حياته الشريفة: (هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ابدا...) (101) وقد كان عنده جمع من كبار الصحابة، نعم أراد أن يكون ذلك عهدا مكتوبا يشهده جمعهم، إلا أن الرزية كل الرزية قد حدثت - على حد تعبير ابن عباس - عندما حيل بين النبي الأكرم وبين كتابة الكتاب على ما أخرجه البخاري قال:

(101) راجع الطبقات الكبري / لابن سعد / ج 2 / ص 242 طبعة دار بيروت للطباعة / 1985.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة