بسيف ابن عبد الله احمد في الوغا بكف علي نلتم ذاك فاقصروا فلم تقتلوا عمرو بن ود ولا ابنه ولكنه الكفؤ الجسور الغضنفر علي الذي في الفخر طال بناؤه فلا تكثروا الدعوى علينا فتحقروا ببدر خرجتم للبراز فردكم شيوخ قريش جهرة وتأخروا فلما أتاهم حمزة وعبيدة وجاء علي بالمهند يخطر فقالوا نعم أكفاء صدق وأقبلوا إليهم سراعا إذ بغوا وتجبروا فجال علي جولة هاشمية فدمرهم لما عتوا وتكبروا فليس لكم فخر علينا بغيرنا وليس لكم فخر يعد فيذكر وقالت أخت عمرو وقد نعى إليها أخوها: من ذا الذي اجترؤا عليه؟ قالوا: علي بن أبي طالب، فقالت: لو لم يعد يومه إلا على يد كفو كريم لا رقأت دمعتي عليه إن هرقتها عليه قتل الابطال وبارز الاقران، وكانت منيته على يد كريم قومه ما سمعت أفخر من هذا يا بنى عامر وأنشدت البيتين * لو كان قاتل عمرو غير قاتله * وقد تقدمتا وقالت أيضا ترثى أخاها وتذكره وعليا عليه الصلاة والسلام:
أسدان في ضيق المكر تصاولا فكلاهما كفو كريم باسل فتخالسا مهج النفوس كلاهما وسط المدار محامل ومقاتل وكلاهما حضر القراع حفيظة لم يثنه عن ذاك شغل شاغل فاذهب علي فما ظفرت بمثله قول سديد ليس فيه تحامل فالثار عندي يا علي لو أنني أدركته والعقل منى كامل ذلت قريش بعد مقتل فارس والذل مهلكها وخزي شامل ثم قالت: والله لا ثارت قريش بأخي ما حنت النيب.
(فصل): ولما انهزم الأحزاب وولوا عن المسلمين عمل رسول الله