كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
فقال: حضر الجهاد ولا يمكن التخلف عنه فسار معهم وقاتل حتى قتل.
وروى أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجتهدا في العبادة وتزوج امرأة واشتغل عنها بالصيام والقيام، فسألها أبوه عن حاله معها، فقالت: نعم الرجل عبد الله ولكنه قد ترك الدنيا، فذكر عمرو ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعا به وقال: يا عبد الله أتصوم النهار؟ قال نعم قال: أتقوم الليل؟ قال نعم فقال صلى الله عليه وآله: لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأمس النساء، يا عبد الله ان لربك عليك حقا ولعينك عليك حقا، ولعرسك عليك حقا ولزورك عليك حقا فأت كل ذي حق حقه فلما كان حرب صفين حضرها مع أبيه فأمره بالقتال فامتنع، وقال:
كيف أقاتل وقد كان من عهد رسول الله ما قد علمت؟ فقال: نشدتك الله اما كان آخر عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إليك أن قال لك: اطع عمرو بن العاص؟
فقال: بلى، قال: فإني قد أمرتك أن تقاتل فقاتل عبد الله وروى أنه قاتل بسيفين، وقال يصف حالهم في تلك الحرب مع أهل العراق هذا:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي بصفين يوما شاب منه الذوائب عشية جاء أهل العراق كأنهم سحاب ربيع رفعته الجنائب وجئناهم نردى كأن خيولنا من البحر موج مده متراكب فدارت رحانا واستدارت رحاهم سراة النهار ما تولى المناكب إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا كتائب منهم وارجحنت كتائب فقالوا لنا انا نرى أن تبايعوا عليا فقلنا بل نرى ان نضارب (يقال تردى الفرس بالفتح يردى رديا ورديانا إذا رجم الأرض رجما بين العدو والمشي الشديد، وسراة النهار: وسطه، وارجحن: مال واهتز).
قلت: وإنما أوردت حديث عبد الله بن عمرو لأوضح لك غلط هؤلاء
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357