كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٦٧
ولقول النبي صلى الله عليه وآله في حقه: أقضاكم علي أدر الحق مع علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، في أمثال لذلك كثيرة ولكن التوفيق عزيز والله يهدى لنوره من يشاء.
وأنشدني بعض الأصحاب هذه الأبيات وقال إنها وجدت مكتوبه على باب مشهد بصفين:
رضيت بأن ألقى القيامة خائضا دماء نفوس حاربتك جسومها أبا حسن ان كان حبك مدخلي جحيما فان الفوز عندي جحيمها وكيف يخاف النار من بات موقنا بأنك مولاه وأنت قسيمها وانتشر أمر الخوارج وقاموا على سوقهم في مخالفة ملة الاسلام، واعتلوا بكلمة حق يراد بها باطل، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام، واتبعوا أهواء نفوسهم فمرقوا من الدين مروق السهام، فتجرد أمير المؤمنين لاستيصالهم بسيوف الانتقام، وصدقهم الحملة بعزيمته التي لا تنى دون إدراك القصد ونيل المرام.
وتلخيص حالهم كما أورده ابن طلحة رحمه الله وان كانت هذه الوقايع مسطورة مبسوطة في كتب المؤرخين والأخباريين ان عليا عليه السلام لما عاد من صفين إلى الكوفة بعد إقامة الحكمين أقام ينتظر انقضاء المدة التي بينه وبين معاوية ليرجع إلى المقاتلة والمحاربة إذ انخزلت طائفة من خاصة أصحابه في أربعة آلاف فارس وهم العباد والنساك فخرجوا من الكوفة وخالفوا عليا عليه السلام وقالوا: لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصى الله وانحاز إليهم نيف عن ثمانية آلاف ممن يرى رأيهم فصاروا اثنا عشر ألفا وساروا إلى أن نزلوا بحروراء وأمروا عليهم عبد الله بن الكوا فدعا علي عليه السلام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فأرسله إليهم فحادثهم وأطال فلم يرتدعوا وقالوا ليخرج إلينا علي بنفسه لنسمع كلامه عسى أن يزول ما بأنفسنا إذا سمعناه، فرجع ابن عباس فأخبره
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357