كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٤٦
يدور معه ويتصرف بتصرفه ولا يفارقه ولا يزايله، فكلما فعله كان فيه مصيبا ومن خالفه في أمر أو نابذه في حال أو منعه شيئا يريده أو حمله على ما يكرهه أو عصاه فيما يأمره به أو غصبه حقا أو شك فيه أو لامه على حركاته وسكناته وقضاياه وتصرفاته، كان بمدلول دعاء النبي (ص) مخطئا لان من أقدم على شئ من ذلك كان عدوا له عليه السلام و عدوه عدو الله، وعدو الله كافر وهذا واضح فتأمل.
(ومن حروبه حرب صفين) المشتملة على وقائع يضطرب لها فؤاد الجليد، ويشيب لهولها فؤاد الوليد ويذوب لتسعر بأسها زبر الحديد، ويجب منها قلب البطل الصنديد، ويذهب بها عناد المريد وتمرد العنيد، فإنها أسفرت عن نفوس أساد مختطفه باللهازم، ورؤوس أجلاد مقتطفة بالصوارم، وأرواح فرسان طائرة عن أوكارها، وأشباح شجعان قد نبذت بالعراء دون إدراك أوتارها، وفراخ هام قد أنهضت عن مجاثمها وترائيب دوام أباح حرمتها من أمر بحفظ محارمها، فأصبحت فرائس الوحوش في السباسب، وطعمة الكواسر والكواسب، قد ارتوت الأرض من دمائها المطلولة، وغصت البيداء بأشلائها المقتولة، ورغمت أنوف حماتها ودنت حتوف كماتها بأيدي رجالات بنى هاشم الأخيار، وسيوف سروات المهاجرين والأنصار، في طاعة سيدها وأمامها وحامى حقيقتها من خلفها وأمامها، مفرق جموع الكفر بعد التيامها، ومشتت طواغيت النفاق بعد انتظامها، شيخ الحرب وفتاها، وسيد العرب ومولاها، ذي النسب السامي، والعرق النامي، والجود الهامي، والسيف الدامي والشجاع المحامي والبحر الطامي مزيل الضيم ري الظامي مقتحم اللجج صاحب البراهين
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357