التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٨٥
إلى مصعب، فاشتبك معه في معركة طاحنة عند (دير الجاثليق) في الجزيرة (1) انتهت بهزيمة الجيش الزبيري وحلفائه من العراقيين ومقتل مصعب وقائده الشهير الذي انضم اليه إبراهيم بن الأشتر. وكان ذلك ايذانا برجوع العراق مرة أخرى إلى السيادة الأموية ليستكين فترة ثم ينقض من جديد معبرا بمختلف الوسائل السلبية عن رفضه للحكم الأموي وتوقه إلى التحرر والاستقلال.
وتجدر الإشارة إلى أن نضال الحزب الشيعي وهو احدى فصائل المعارضة الأكثر أهمية في العراق مر بفترة من الركود النسبي وذلك لافتقاده إلى المغامرين والقادة العظام في صفوفه، وفله في اغتنام الاحداث التي كان من الممكن أن تقوده إلى تحقيق طموحاته السياسية لو أحسن استغلالها جيدا. وعلى ذلك ستشهد الفترة المتبقية من الخلافة الأموية تطورا ملموسا في نظم الحزب الشيعي وعقائده، وتحولا بارزا في مسيرته النضالية الدائمة. ولكن هذا لم يؤد بأية حال إلى تخلي هذا الحزب عن دوره الريادي في كل الثورات الرافضة التي شهدتها الأرض العراقية منذ مصرع الحسين حتى سقوط الدولة الأموية نهائيا على يد احدى الدعوات التي فرزتها الحركة النضالية الشيعية.

(1) المسعودي: مروج الذهب: 3 / 107 - 109.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185