التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٧٧
في الكوفة، عبر انقلاب أبرز ما فيه أنه تم دونما إسراف في إراقة الدماء أو جنوح نحو العنف في ملاحقة الذين تم الانقلاب عليهم. فالاشراف طلبوا الأمان، فأجيبوا اليه (1)، والعامل الزبيري المهزوم أخرج من مخبأه، مبعدا إلى البصرة ومعه مائة ألف درهم (3).
وبذلك خضعت الكوفة بكل فئاتها - رسميا على الأقل - للمختار الذي اعتلى المنبر في المسجد ليعلن برنامجه السياسي والاصلاحي، وكان محوره إقامة حكم علوي يشيع العدل بين الناس ويبعث الطمأنينة في النفوس ويتعايش مع مختلف الأحزاب. ومما جاء فيه:
تبايعوني على كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت وجهاد المحلين والدفاع عن الضعفاء، وقتال من قاتلنا، وسلم من سالمنا والوفاء ببيعتنا لا نقيلكم ولا نستقيلكم (3).
على أن المختار إذا كان قد استولى على السلطة بمثل هذه السهولة، فان الاحتفاظ بها وسط تلك الدائرة من الصراعات الخطيرة التي اتخذت من الأرض العراقية

(1) ابن الأثير: 4 / 95.
(2) ابن كثير: 8 / 268.
(3) الطبري: 7 / 108 - 110
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»