التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٧٩
استعداداته العسكرية لمواجهة أشد أعدائه خصومة وأكثرهم الحاحا. ولكي يؤخر زحف هؤلاء نحو الكوفة، أرسل المختار جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة يزيد بن انس، المريض والمسن حينئذ (1) فاشتبك مع طلائع الجيش الأموي وتمكن بعد يومين من تحقيق انتصار غير متوقع. ولكن ذلك اقترن بوفاة القائد المنتصر في نفس الليلة، فكان لموته تأثيرا سيئا على معنويات الجنود الذين تهيبوا ضخامة الجيش الأموي وأخذوا في التراجع إلى الكوفة (2).
بلغت أخبار الانسحاب، ومعها إشاعات عن هزيمة جيش المختار (3). فأسقط في يده، وأمر قائده ابن الأشتر بالتوجه مع سبعة آلاف مقاتل (4) للحؤول دون توغل ابن زياد في العراق.
غير أن خروج ابن الأشتر من الكوفة ترك مضاعفات خطيرة في المدينة وزاد الموقف حراجة، حين انتفض الاشراف - وكأنهم كانوا ينتظرون خلو الكوفة من ابن الأشتر - وقد كان الحافز وراء ذلك، تضارب مصالحهم

(١) الطبري: ٧ / ١١٣ - ١١٤.
(٢) الطبري: ٧ / ١١٥.
(٣) فلهوزن: الخوارج والشيعة: ٢١٨.
(4) ابن كثير: 8 / 269.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»