التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٨٢
الامر الذي أحدث بلبلة وفوضى وأدى إلى هزيمة ساحقة للجيش الأموي (1).
وهكذا اكتملت الصورة الانتقامية، وغمر الارتياح والفرح نفوس الشيعة بمقتل عبيد الله بن زياد الذي اجتز رأسه وحمل إلى الكوفة ليوضع في نفس المكان الذي وضع فيه رأس الحسين يوم كان ابن زياد واليا على المدينة. وحينذاك بلغ المختار قمة مجده السياسي، ولكنه وجد نفسه أيضا أمام المنحدر، يتهاوى فيه بمثل السرعة التي صعد بها إلى القمة. ذلك أن الانتصار الذي حققه سيد الكوفة الجديد على الأمويين - أعداء ابن الزبير - لم يخفف من حفيظة هذا الأخير نحو المختار الذي أضر كثيرا بقضيته (2). فبعد قليل من الوقت، والمختار لم يفق بعد من سكرة الانتصار، فوجئ بمصعب ابن الزبير يزحف بجيشه نحو الكوفة، وكان قد أرسل من قبل أخيه أميرا على البصرة سنة 67 للهجرة (3) وقد شغل الاشراف المنفيون في البصرة دورهم البارز في تحريض مصعب وتعجيل الحملة التي أعدها للقضاء على المختار.
وفي الكوفة، بدا كأن المختار لم يفاجأ بأخبار هذه

(1) الطبري: 7 / 144.
(2) الطبري: 7 / 80 - 81.
(3) ابن الأثير: 4 / 112
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 » »»