الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ٩٠
باسناد حسن عن منصور بن حازم (1) قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه بجواب آخر؟ - فقال: انا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلت: فأخبرني عن أصحاب رسول الله (ص) صدقوا على محمد (ص) أم كذبوا؟ - فقال: اما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله (ص) فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيئه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضا. وفيه عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال (2) قلت له: ما بال أقوام يروون عن فلان وفلان عن رسول الله (ص) لا يتهمون بالكذب فيجئ منكم خلافه؟ - قال: ان الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن. أقول: ان المراد ان حديث رسول الله (ص) ربما ينسخ ولا يعلم الراوي بنسخه فيرويه ظنا منه بقاء حكمه من غير كذب فيجيئ عن أهل البيت عليهم السلام خلافه لعلمهم بناسخه. وفي الكافي في هذا الباب أيضا محمد بن يحيى عن داود بن حصين عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان والى القضاة أيحل ذلك؟ - قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا وان كان حقا ثابتا له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت وقد أمر الله ان يكفر به قال الله

١ - نقله المصنف (ره) في باب اختلاف الحديث والحكم من الوافي (ج ١ من الطبعة الثانية ص ٥٢):
" كا - علي عن أبيه عن التميمي عن عاصم بن حميد عن منصور بن حازم (الحديث) (قائلا بعده) بيان - يعني الزيادة والنقصان في القول كما وكيفا على حسب تفاوت الناس في الفهم والاحتمال والمراد بنسخ الأحاديث بعضها بعضا ان حديث رسول الله (ص) ربما ينسخ ولا يعلم الراوي نسخه فيرويه ظنا منه بقاء حكمه من غير كذب فيجيئ غيره بالناسخ فيقع الاختلاف ".
٢ - هو في باب اختلاف الحديث والحكم من الوافي (ج 1 ص 52) بهذا السند: " كا - العدة عن أحمد عن عثمان عن الخزاز عن محمد عن أبي عبد الله (ع) ".
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»