تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٦٨
وقوله سبحانه: (ألا إنما طائرهم عند الله) معناه: حظهم ونصيبهم، قاله ابن عباس، وهو مأخوذ من زجر الطير فسمي ما عند الله من القدر للإنسان طائرا، لما كان الإنسان يعتقد أن كل ما يصيبه إنما هو بحسب ما يراه في الطائر، فهي لفظة مستعارة، ومهما أصلها عند الخليل، ماما / فأبدلت الألف الأولى هاء، وقال سيبويه: هي " مه ما "، خلطتا، وهي حرف واحد لمعنى واحد.
وقال غيره: معناها: " مه "، أي: كف، و " ما ": جزاء، ذكره الزجاج، وهذه الآية تتضمن طغيانهم، وعتوهم، وقطعهم على أنفسهم بالكفر البحت.
وقوله سبحانه: (فأرسلنا عليهم الطوفان...) الآية: الطوفان: مصدر من قولك:
طاف يطوف، فهو عام في كل شئ يطوف إلا أن استعمال العرب له كثير في الماء والمطر الشديد، قال ابن عباس وغيره: الطوفان في هذه الآية: هو المطر الشديد، أصابهم وتوالى عليهم حتى هدم بيوتهم وضيق عليهم، وقيل: طم فيض النيل عليهم، وروي في كيفيته قصص كثيرة، وقالت عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الطوفان المراد في هذه الآية هو الموت ".
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة