تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٠
لم يتجدد له به علم، وقوله عز وجل: (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة)، قال الطبري: المعنى: ليقتل من قتل من كفار قريش وغيرهم، ببيان من الله وإعذار بالرسالة، ويحيا أيضا ويعيش من عاش، عن بيان منه أيضا وإعذار، لا حجة لأحد عليه سبحانه.
* ت *: قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " فضل العلم " في قوله عز وجل:
(ليهلك من هلك عن بينة...) الآية: البينة: ما بان به الحق. انتهى.
وقال ابن إسحاق وغيره: معنى " ليهلك "، أي: ليكفر، و " يحيا " أي: ليؤمن، فالحياة والهلاك على هذا التأويل: مستعارتان.
وقوله سبحانه: (إذ يريكهم الله في منامك / قليلا...) الآية: وتظاهرت الروايات أن هذه الآية نزلت في رؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى فيها عدد الكفار قليلا، فأخبر بذلك أصحابه، فقويت نفوسهم، وحرصوا على اللقاء، قاله مجاهد وغيره، والظاهر أنه رآهم صلى الله عليه وسلم في نومه قليلا قدرهم وبأسهم، ويحتمل أنه رآهم قليلا عددهم، فكان تأويل رؤياه انهزامهم، والفشل: الخور عن الأمر، و (لتنازعتم)، أي: لتخالفتم في الأمر، يريد: في اللقاء والحرب. و (سلم): لفظ يعم كل متخوف.
وقوله سبحانه: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم...) الآية، وهذه الرؤية هي في اليقظة بإجماع، وهي الرؤية التي كانت حين التقوا، ووقعت العين على العين، والمعنى: أن الله تعالى، لما أراده من إنفاذ قضاءه في نصرة الإسلام وإظهار دينه، قلل كل طائفة في عيون الأخرى، فوقع الخلل في التخمين والحزر الذي يستعمله الناس في هذا، لتجسر كل طائفة على الأخرى، وتتسبب أسباب الحرب، والأمر المفعول المذكور في الآيتين هو القصة بأجمعها.
وقوله: (وإلى الله ترجع الأمور): تنبيه على أن الحول بأجمعه لله، وأن كل أمر، فله وإليه.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة