مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٨٣
النجدة، واستنجدته طلبت نجدته فأنجدني أي أعانني بنجدته أي شجاعته وقوته، وربما قيل استنجد فلان أي قوى، وقيل للمكروب والمغلوب منجود كأنه ناله نجدة أي شدة والنجد العرق ونجده الدهر أي قواه وشدده وذلك بما رأى فيه من التجربة، ومنه قيل فلان ابن نجدة كذا، والنجاد ما يرفع به البيت، والنجاد متخذه، ونجاد السيف ما يرفع به من السير، والناجود الراووق وهو شئ يعلق فيصفى به الشراب.
نجس: النجاسة القذارة وذلك ضربان:
ضرب يدرك بالحاسة وضرب يدرك بالبصيرة، والثاني وصف الله تعالى به المشركين فقال:
(إنما المشركون نجس) ويقال نجسه أي جعله نجسا، ونجسه أيضا أزال نجسه ومنه تنجيس العرب وهو شئ كانوا يفعلونه من تعليق عوذة على الصبى ليدفعوا عنه نجاسة الشيطان، والناجس والنجيس داء خبيث لا دواء له.
نجم: أصل النجم الكوكب الطالع وجمعه نجوم، ونجم طلع نجوما ونجما فصار النجم مرة اسما ومرة مصدرا، فالنجوم مرة اسما كالقلوب والجيوب، ومرة مصدرا كالطلوع والغروب، ومنه شبه به طلوع النبات والرأي فقيل نجم النبت والقرن، ونجم لي رأى نجما ونجوما، ونجم فلان على السلطان صار عاصيا، ونجمت المال عليه إذا وزعته كأنك فرضت أن يدفع عند طلوع كل نجم نصيبا ثم صار متعارفا في تقدير دفعه بأي شئ قدرت ذلك، قال تعالى:
(وعلامات وبالنجم هم يهتدون) وقال (فنظر نظرة في النجوم) أي في علم النجوم وقوله، (والنجم إذا هوى) قيل أراد به الكوكب وإنما خص الهوى دون الطلوع فإن لفظة النجم تدل على طلوعه، وقيل أراد بالنجم الثريا والعرب إذا أطلقت لفظ النجم قصدت به الثريا نحو طلع النجم غذيه وابتغى الراعي شكيه.
وقيل أراد بذلك القرآن المنجم المنزل قدرا فقدرا ويعنى بقوله هوى نزوله وعلى هذا قوله:
(فلا أقسم بمواقع النجوم) فقد فسر على الوجهين، والتنجم الحكم بالنجوم وقوله:
(والنجم والشجر يسجدان) فالنجم ما لا ساق له من النبات، وقيل أراد الكواكب.
نجو: أصل النجاء الانفصال من الشئ ومنه نجا فلان من فلان وأنجيته ونجيته، قال: (وأنجينا الذين آمنوا) وقال (إنا منجوك وأهلك - وإذ نجيناكم من آل فرعون - فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق - فأنجيناه وأهله إلا امرأته - فأنجيناه والذين معه برحمة منا - ونجيناهما وقومهما - نجيناهم بسحر نعمة - ونجينا الذين آمنوا - ونجيناهم من عذاب غليظ - ثم ننجي الذين اتقوا - ثم ننجي رسلنا) والنجوة والنجاة: المكان المرتفع
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»
الفهرست