مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٩٥
يقال سمعت رسا من خبر، ورس الحديث في نفسي، ووجد رسا من حمى، ورس الميت دفن وجعل أثرا بعد عين.
رسخ: رسوخ الشئ ثباته ثباتا متمكنا ورسخ الغدير نضب ماؤه ورسخ تحت الأرض والراسخ في العلم المتحقق به الذي لا يعرضه شبهة. فالراسخون في العلم هم الموصوفون بقوله تعالى: (الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) وكذا قوله تعالى: (لكن الراسخون في العلم منهم).
رسل: أصل الرسل الانبعاث على التؤدة ويقال ناقة رسلة سهلة السير وإبل مراسيل منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه الرسول المنبعث.
وتصور منه تارة الرفق فقيل على رسلك إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول، والرسول يقال تارة للقول المتحمل كقول الشاعر:
* ألا أبلغ أبا حفص رسولا * وتارة لمتحمل القول والرسالة. والرسول يقال للواحد والجمع قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم - قال إنا رسول رب العالمين) وقال الشاعر:
الكنى وخير الرسو * ل أعلمهم بنواحي الخبر وجمع الرسول رسل، ورسل الله تارة يراد بها الملائكة وتارة يراد بها الأنبياء. فمن الملائكة قوله تعالى: (إنه لقول رسول كريم)، وقوله (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك)، وقوله (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم) وقال (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) وقال (والمرسلات عرفا - بلى ورسلنا لديهم يكتبون) ومن الأنبياء قوله (وما محمد إلا رسول - يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) وقوله (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) فمحمول على رسله من الملائكة والانس. وقوله (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) قيل عنى به الرسول وصفوة أصحابه فسماهم رسلا لضمهم إليه كتسميتهم المهلب وأولاده المهالبة.
والارسال يقال في الانسان وفى الأشياء المحبوبة والمكروهة وقد يكون ذلك بالتسخير كإرسال الريح والمطر نحو: (وأرسلنا السماء عليهم مدرارا) وقد يكون ببعث من له اختيار نحو إرسال الرسل، قال تعالى: (ويرسل عليكم حفظة - فأرسل فرعون في المدائن حاشرين) وقد يكون ذلك بالتخلية وترك المنع نحو قوله:
(ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا)، والارسال يقابل الامساك.
قال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) والرسل من الإبل والغنم ما يسترسل في السير، يقال جاءوا أرسالا أي متتابعين،
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست