مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١١٠
أي يمانعون فذلك إما اعتبارا بالممانعة وإما باستعمال الحديد والحديد معروف قال عز وجل (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وحددت السكين رققت حده وأحددته جعلت له حدا ثم يقال لكل ما دق في نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد، فيقال هو حديد النظر وحديد الفهم، قال عز وجل: (فبصرك اليوم حديد) ويقال لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد. قال تعالى:
(سلقوكم بألسنة حداد) ولتصور المنع سمى البواب حدادا وقيل رجل محدود ممنوع الرزق والحظ.
حدب: يجوز أن يكون الأصل في الحدب حدب الظهر، يقال حدب الرجل حدبا فهو أحدب واحدودب وناقة حدباء تشبيها به ثم شبه به ما ارتفع من ظهر الأرض فسمى حدبا، قال تعالى: (وهم من كل حدب ينسلون).
حدث: الحدوث كون الشئ بعد أن لم يكن عرضا كان ذلك أو جوهرا وإحداثه إيجاده، وإحداث الجواهر ليس إلا لله تعالى والمحدث ما أوجد بعد أن لم يكن وذلك إما في ذاته أو إحداثه عند من حصل عنده نحو:
أحدثت ملكا، قال تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث)، ويقال لكل ما قرب عهده محدث فعلا كان أو مقالا، قال تعالى: (حتى أحدث لك منه ذكرا) وقال: (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، وكل كلام يبلغ الانسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه، يقال له حديث، قال عز وجل: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) قال تعالى:
(هل أتاك حديث الغاشية) وقال عز وجل:
(وعلمتني من تأويل الأحاديث) أي ما يحدث به الانسان في نومه، وسمى تعالى كتابه حديثا فقال: (فليأتوا بحديث مثله) وقال تعالى:
(أفمن هذا الحديث تعجبون) وقال: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) وقال تعالى: (حتى يخوضوا في حديث غيره - فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) وقال تعالى: (ومن أصدق من الله حديثا) وقال عليه السلام " إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر " وإنما يعنى من يلقى في روعه من جهة الملا الأعلى شئ، وقوله عز وجل: (فجعلناهم أحاديث) أي أخبارا يتمثل بهم. والحديث:
الطري من الثمار، ورجل حدوث حسن الحديث وهو حدث النساء أي محادثهن، وحادثته وحدثته وتحادثوا وصار أحدوثة، ورجل حدث وحديث السن بمعنى، والحادثة النازلة العارضة وجمعها حوادث.
حدق: حدائق ذات بهجة جمع حديقة
(١١٠)
مفاتيح البحث: النوم (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست