تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٠٦
وذلك أن الرجل كان يسافر في الجاهلية فإذا أدركه المساء في الأرض القفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيبيت آمنا في جوارهم حتى يصبح، يقول: * (فزادوهم رهقا) * [آية: 6] يقول: إن افنس زادت الجن رهقا يعني غيا لتعوذهم بهم، فزادوا الجن فخرا في قومهم * (وأنهم ظنوا كما ظننتم) * يعني حسب كفار الإنس الذين تعوذوا برجال من الجن في الجاهلية كما حسبتم يا معشر كفار الجن * (أن لن يبعث الله أحدا) * [آية: 7] يعني رسولا بعد عيسى بن مريم.
تفسير سورة الجن من الآية (8) إلى الآية (14).
وقالت الجن: * (وأنا لمسنا السماء فوجدنها ملئت حرسا شديدا) * من الملائكة * (وشهبا) * [آية: 8] من الكواكب فهي تجرح ونخيل ولا تقتل * (وأنا كنا نقعد منها) * يعنى من السماء قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم وتحرس السماء * (مقعد للسمع فمن يستمع الأن) * إلى السماء إذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم * (يجد له شهابا) * يعني رسيا من الكواكب و * (رصدا) * [آية: 9] من الملائكة، وقالت الجن مؤمنوهم * (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض) * بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فيكذبونه فيهلكم * (أم أراد بهم ربهم رشدا) * [آية: 10] يقول: أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا * (وأنا منا الصلحون ومنا دون ذلك) * يعني دون المسلمين كافرين، فلذلك قوله: * (كنا طرائق قددا) * [آية: 11] يقول: أهل ملل شتى، مؤمنين وكافرين ويهود ونصارى * (وأنا ظننا) * يقول: علمنا * (أن لن نعجز الله في الأرض) * يعني أن لن نسبق الله في الأرض فنفوته * (ولن نعجزه) * يعني ولن نسبقه * (هربا) * [آية:
12] فنفوته.
ثم قال: * (وأنا لما سمعنا الهدى) * يعني القرآن * (ءامنا به) * يقول:
صدقنا به أنه من الله تعالى * (* (فمن يؤمن بربه) * فمن يصدق بتوحيد الله عز وجل * (فلا يخاف) * (في الآخرة) * (بخسا) * يقول: لن ينقص من حسناته شيئا، ثم قال: * (ولا) * (يخاف) * (رهقا) * [آية: 13] يقول: لا يخاف أن يظلم حسناته كلها حتى يجازى بعمله السئ كله، مثل
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»