تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤١١
* (فعصى فرعون الرسول فأخذنه أخذا وبيلا) * [آية: 16] يعني شديدا، وهو الغرق يخوف كفار مكة بالعذاب، أن لا يكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فينزل بهم العذاب كما نزل بفرعون وقومه حين كذبوا موسى، عليه السلام، نظيرها في الدخان [الآية: 7، 24]. * (فكيف تتقون) * يعني وكيف لا يتقون عذاب يوم يجعل فيه الولدان شيبا، ويسكر الكبير من غير شراب، ويشيب الصغير من غير كبر من أهوال يوم القيامة * (إن كفرتم) * في الدنيا * (يوما يجعل الولدان شيبا) * [آية: 17] وذلك يوم يقول الله لآدم: قم، فابعث بعث النار، من كل ألف تسع مائة، وتسع وتسعين، وواحد إلى الجنة فيساقون إلى النار سود الوجوه زرق العيون مقرنين في الحديد، فعند ذلك يسكر الكبير من الخوف، ويشيب الصغير من الفزع، وتضع الحوامل ما في بطونها من الفزغ تماما وغير تمام.
ثم قال عز وجل: * (السماء منفطر به) * السقف به يعني الرحمن لنزول الرحمن تبارك وتعالى * (كان وعده مفعولا) * [آية: 18] أن وعده مفعولا في البعث، يقول:
إن كائن لا بد * (إن هذه تذكرة) * يعني آيات القرآن تذكرة يعني تفكرة * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) * [آية: 19] يعني بالطاعة.
تفسير سورة المزمل من الآية (20) فقط.
* (إن ربك يعلم أنك تقوم) * إلى الصلاة * (أدنى) * يعني أقل * (من ثلثي اليل) * وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كانوا يقومون في أول الإسلام من الليل نصفه وثلثه، وهذا من قبل أن تفرض الصلوات الخمس، فقاموا سنة فشق ذلك عليهم، فنزلت الرخصة بعد ذلك عند السنة، فذلك قوله: * (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي اليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك) * من المؤمنين يقومون نصفه وثلثه، ويقومون وينامون * (والله يقدر اليل والنهار علم أن لن تحصوه) * يعني قيام ثلثي الليل الأول، ولا نصف الليل، ولا ثلث الليل، * (فتاب عليكم) * يعني فتجاوز عنكم في التخفيف بعد قوله: * (قم الليل إلا قليلا) * * (وطائفة من الذين معك) * [فاقرءوا ما تيسر من القرءان) * عليكم في الصلاة * (علم أن سيكون منكم مرضى) * فلا يطيقون قيام الله * (وآخرون يضربون في الأرض) * تجارا * (يبتغون من فضل الله) *
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»