تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤١٧
ثم قال، يعنى الوليد بن المغيرة: * (إنه فكر) * في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فزعم أنه ساحر، وقال مثل ما قال في التقديم * (وقدر) * [آية: 18] في قوله:
إن محمدا يفرق بين الاثنين * (فقاتل) * يقول: فلعن * (كيف قدر) * [آية: 19] السحر * (ثم قتل كيف قدر) * [آية: 20] يعنى ثم لعن كيف قدر * (ثم نظر) * [آية: 21] فيما يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم من السحر * (ثم عبس) * وجهه يعنى كلح كقوله: * (عبس وتولى) * [عبس: 1]، يعنى كلح وجوه ابن أم مكتوم * (وبسر) * [آية: 22] يعني وتغير لون وجهه * (ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر) * [آية: 26] يعني الباب الخامس من جهنم.
ثم قال: * (وما أدرك ما سقر) * [آية: 27] ثم أخبر الله عنها تعظيما لها، لشدتها ليعذبه بها، فقال: * (لا تبقي ولا تذر) * [آية: 28] يعني لا تبقى النار إذا رأتهم حتى تأكلهم ولا تذرهم إذا حلفوا لها حتى تواقعهم * (لواحة للبشر) * [آية: 29] محرقة للخلق * (عليها تسعة عشر) * [آية: 30] يقول: في النار من الملائكة تسعة عشر خزنتها، يعني مالكا، ومن ومعه ثمانية عشر ملكا، أعينهم كالبرق الخاطف، وأنيابهم كالصياصي، يعني مثل قرون البقر وأشعارهم تمس أقدامهم، يخرج لهب النار من أفواههم، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سبعين سنة يسع كف أحدهم مثل ربيعة ومضر، قد نزعت منهم الرأفة والرحمة غضابا يدفع أحدهم سبعين ألفا، فليقيهم حيث أراد من جهنم، فيهوى أحدهم في جهنم مسيرة أربعين سنة، لا تضرهم النار لأن نورهم أشد من حر النار، ولولا ذلك لم يطيقوا دخول النار طرفة عين، فلما قال الله: * (عليها تسعة عشر) *، قال أبو جهل بن هشام: يا معشر قريش، ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر، ويزعم أنهم خزنة جهنم يخوفكم بتسعة عشر، وأنتم ألدهم أيعجز كل مائة منكم أن تبطش بواحد منهم، فيخرجوا منها.
وقال أبو الأشدين، اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي:
أنا أكفيكم سبعة عشرة، أحمل منهم عشرة على ظهري، وسبعة على صدري، واكفوني منهم اثنين، وكان شديدا، فسمى أبا الأشدين لشدته بذلك سمى، وكنيته أبو الأعور.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»