تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٠٥
سورة الجن مكية عددها ثمان وعشرون آية كوفي تفسير سورة الجن من الآية (1) فقط.
* (قل أوحى إلى أنه أسمع نفر من الجن) * وذلك أن السماء لم تكن تحرس في الفترة ما بين عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء، ورميت الشياطين بالشهب، فقال: إبليس لقد حدث في الأرض حدتا فاجتمعت الشياطين، فقال لهم إبليس: ائتوني بما حدث في الأرض من خبر، قالوا: نبي بعث في أرض تهامة.
وكان في أول ما بعث تسعة نفر جاءوا من اليمين، ركب من الجت، ثم من أهل نصيبين من أشراف الجن وساداتهم إلى أرض تهامة فساروا حتى بلغوا بطن نخلة ليلا فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي مع نفر من أصحابه وهو يقرأ القرآن في صلاة الفجر * (فقالوا) * فذلك قول الجن يعني أولئك التسعة النفر يا قومنا * (إنا سمعنا قرءانا عجبا) * يعني عزيزا لا يوجد مثله [آية: 1].
تفسير سورة الجن من الآية (1) إلى الآية (7).
* (يهدي إلى الرشد) * يقول: يدعو إلى الهدى * (فئامنا به) * يعني بالقرآن أنه من الله تعالى * (ولن نشرك ب) * عبادة * (بربنا أحدا) * [آية: 2] من خلقه * (وأنه تعلى جد ربنا) * ارتفع ذكره وعظمته * (ما اتخذ صاحبة) * يعني امرأة * (ولا ولدا) * [آية: 3] * (وأنه كان يقول سفيهنا) * يعني جاهلنا يعني كفارهم * (على الله شططا) * [آية: 4] يعني جورا بأن مع اله شريكا، كقوله عز وجل في ص: * (ولا تشطط واهدنا) * [الآية: 22] يقول: لا تجر في الحكم * (وأنا ظننا) * يعني حسبنا * (أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا) * [آية: 5] بأن معه شريكا * (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) * من دون الله عز وجل، فأول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن من بني حنيفة، قم فشا ذلك في سائر العرب،
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»