تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٠٢
فرارا) * [آية: 6] يعني تباعدا من الإيمان * (وإني كلما دعوتهم) * إلى الإيمان، يعني إلى الاستغفار * (لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم) * لئلا يسمعوا دعائي * (وأصروا) * وأقاموا على الكذب * (واستكبروا) * يعني وتكبروا عن الإيمان * (استكبارا) * [آية: 7] يعني وتكبرا * (ثم إني دعوتهم جهارا) * [آية: 8] يعني مجاهرة وعلانية * (ثم إني أعلنت لهم) * يعني صحت إليهم علانية * (وأسررت لهم) * في بيوتهم * (إسرارا) * [آية: 9].
* (فقلت استغفروا ربكم) * من الشرك * (إنه كان غفارا) * [آية: 10] للذنوب * (يرسل السماء عليكم مدرارا) * [آية: 11] يعني المطر عليكم يجئ به متتابعا * (ويمددكم بأموال وبنين) * وذلك أن قوم نوح كذبوا نوحا زمانا طويلا، ثم حبس الله عليهم المطر وعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فهلكت جناتهم ومواشيهم، فصاحوا إلى نوح فقال لهم: * (استغفروا ربكم) * من الشرك * (إنه كان غفارا) * للذنوب، كان ولم يزل غفارا للذنوب * (يرسل السماء عليكم) * يعنى المطر يجئ به * (مدرارا) * يعنى متتابعا * (ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنت) * يعنى البساتين * (ويجعل لكم أنهرا) * [آية: 12] فدعاهم نوح إلى توحيد الله تعالى، قال: إنكم إذا وحدتم تصيبون الدنيا والآخرة جميعا، ثم قال: * (ما لكم لا ترجون لله وقارا) * [آية: 13] يقول: ما لكم لا تخشون لله عظمة، وقال ما لكم لا تخافون يعني تفرقون لله عظمة في التوحيد، فتوحيدونه فإنه لم توحدوه لم تعظموه.
ثم قال: * (وقد خلقكم أطوارا) * [آية: 14] يعني من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم لحما، ثم عظما، وهي الأطوار.
تفسير سورة نوح من الآية (15) إلى الآية (20).
ثم وعظهم ليعتبروا في صنعه، فقال: * (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا) * [آية:
15] بعضها فوق بعض ما بين كل سماءين مسيرة خمسمامئة عام، وعظمها مسيرة خمسمائة عام * (وجعل القمر فيهن نورا) * يعني معهن نورا يعني خلق الشمس والقمر مع خلق السماوات والأرض فجعلهن نورا لأهل الأرض فجعل القمر نوره بالليل * (وجعل الشمس سراجا) * [آية: 16] مضيئة بالنهار لأهل الأرض فينتشرون فيه * (والله أنبتكم من الأرض نباتا) * [آية: 17] أول خلقكم من تراب الأرض، نباتا يعنى خلقا * (ثم يعيدكم
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»