تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٨٦
موسى) * يعنى عصى موسى، عليه السلام، لأنه ولد فيهم كما ولد محمد صلى الله عليه وسلم فيهم * (فأمليت) * يعنى فأمهلت * (للكافرين) * فلم أعجل عليهم بالعذاب * (ثم أخذتهم) * بعد الإمهال بالعذاب * (فكيف كان نكير) * [آية: 44] يعنى تغييري أليس وجدوه حقا، فكذلك كذب كفار مكة كما كذبت مكذبي الأمم الخالية.
* (فكأن من قرية) * يعنى وكم من قرية أهلكناها بالعذاب في الدنيا * (أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية) * يعنى خربة * (على عروشها) * يعنى ساقطة من فوقها، يعنى بالعروش سقوف البيت، أي ليس فيها مساكن * (وبئر معطلة) * يعنى خالية لا تستعمل * (وقصر مشيد) * [آية: 45] يعنى طويلا في السماء ليس له أهل.
* (أفلم يسيروا في الأرض) * يقول: فلو ساروا في الأرض فتفكروا * (فتكون لهم قلوب يعقلون بها) * المواعظ * (أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) * [آية: 46].
* (ويستعجلونك بالعذاب) * نزلت في النضر بن الحارث القرشي يقول الله تعالى:
* (ولن يخلف الله وعده) * في العذاب بأنه كائن ببدر، يعنى القتل * (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) * [آية: 47] وهي الأيام الست التي خلق الله فيهن السماوات والأرض، وإنما قال الله تعالى ذلك لاستعجالهم بالعذاب، فاليوم عند الله، عز وجل، كألف سنة.
فمن ثم قال: * (وكأين من قرية أمليت لها) * يعنى أمهلت لها، فلم أعجل عليها بالعذاب * (وهي ظالمة ثم أخذتها) * بعد الإملاء بالعذاب، * (وإلى) * (إلى الله) * (المصير) * [آية: 48] يقول: إلى الله يصيرون.
* (قل يأيها الناس) * يعنى كفار مكة * (إنما أنا لكم نذير مبين) * [آية: 49] يعنى بين * (فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم) * [آية: 50] * (والذين سعوا في آياتنا معجزين) * يعنى في القرآن مثبطين، يعنى كفار مكة يثبطون الناس عن الإيمان بالقرآن.
* (أولئك أصحاب الجحيم) * [آية: 51] * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى) * يعنى إذا حدث نفسه * (ألقى الشيطان في أمنيته) * يعنى في حديثه مثل
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»