تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٨٢
* (ذلك ومن يعظم حرمات الله) * يعنى أمر المناسك كلها * (فهو خير له عند ربه) * في الآخرة * (وأحلت لكم) * بهيمة * (الأنعام) * التي حرموا للآلهة في سورة الأنعام * (إلا ما يتلى عليكم) * من التحريم في أول سورة المائدة * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) * فيها تقديم يقول: اتقوا عبادة اللات والعزى ومناة، وهي الأوثان * (واجتنبوا قول الزور) * [آية: 30] يقول: اتقوا الكذب، وهو الشرك.
حدثنا أبو محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل، عن مقاتل، عن محمد بن علي، في قوله تعالى: * (واجتنبوا قول الزور) * قال: الكذب وهو الشرك في التلبية، وذلك أن الخمس قريش، وخزاعة، وكنانة، وعامر بن صعصعة، في الجاهلية كانوا يقولون في التلبية: لبيك اللهم لبيك، ليبك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك، يعنون الملائكة التي تعبد هذا هو قول الزور لقولهم: إلا شريكا هو لك.
وكان أهل اليمن في الجاهلية يقولون في التلبية: نحن عرابا عك عك إليك عانية، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية، على القلاص الناحية. وكانت تميم تقول في إحرامها:
لبيك ما نهارنا نجره، إدلاجه وبرده وحره، لا يتقي شيئا ولا يضره، حجا لرب مستقيم بره.
وكانت ربيعة تقول: لبيك اللهم حجا حقا، تعبدا ورقا، لم نأتك للمناحة، ولا حبا للرباحة. وكانت قيس عيلان تقول: لبيك لولا أن بكرا دونكا، بنو أغيار وهم يلونكا، ببرك الناس ويفخرونكا، ما زال منا عجيجا يأتونكا.
وكانت جرهم تقول في إحرامها: لبيك إن جرهما عبادك، والناس طرف وهم تلادك، وهم لعمري عمروا بلادك، لا يطاق ربنا يعادك، وهم الأولون على ميعادك، وهم يعادون كل من يعادك، حتى يقيموا الذين في وادك. وكانت قضاعة تقول: لبيك رب الحل والإحرام، ارحم مقام عبد وآم، أتوك يمشون على الأقدام.
وكانت أسد وغطفان تقول في إحرامها بشعر اليمن: لبيك، إليك تعدوا قلقا وضينها، معترضا في بطنها جنينها، مخالفا دين النصارى دينها، وكانت النساء تطفن بالليل عراة، وقال بعضهم: لا بل نهارا تأخذ إحداهن حاشية برد تستر به، وتقول: اليوم يبدوا بعضه أو كله، وما بدا منه فلا أحله، كم من لبيب عقله يضله، وناظر ينظر فما يمله
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»