تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
ثم ذكر ما أعد للصالحين، فقال سبحانه: * (إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) * يقول: تجري العيون من تحت البساتين * (إن الله يفعل ما يريد) * [آية: 14].
* (من كان يظن) * يعنى يحسب، * (أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة) * يعنى النبي صلى الله عليه وسلم * (فليمدد بسبب إلى السماء) * يعنى بحبل إلى سقف البيت * (ثم ليقطع) * يعنى ليختنق * (فلينظر هل يذهبن كيده) * يقول: فعله بنفسه إذا فعل ذلك، هل يذهبن ذلك ما يجد في قلبه من الغيظ بأن محمدا لا ينصر * (ما يغيظ) * [آية: 15] هل يذهب ذلك ما يجد في قلبه من الغيظ، نزلت في نفر من أسد وغطفان، قالوا: إنا نخاف ألا ينصر محمد فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود، فلا يجيرونا ولا يأوونا.
* (وكذلك) * يعنى وهكذا * (أنزلناه) * يعنى القرآن * (آيات بينات) * يعنى واضحات * (وأن الله يهدي) * إلى دينه * (من يريد) * [آية: 16].
* (إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئين) * قوم يعبدون الملائكة، ويصلون للقبلة، ويقرأون الزبور * (والنصارى والمجوس) * يعبدون الشمس، والقمر، والنيران، * (والذين أشركوا) * يعنى مشركي العرب يعبدون الأوثان، فالأديان ستة، فواحد لله، عز وجل، وهو الإسلام، وخمسة للشيطان * (إن الله يفصل) * يعنى يحكم * (بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء) * من أعمالهم * (شهيد) * [آية: 17].
* (ألم تر) * يعنى ألم تعلم * (أن الله يسجد له من في السماوات) * من الملائكة وغيرهم * (ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم) * سجود هؤلاء الثلاثة حين تغرب الشمس قبل المغرب لله تعالى تحت العرش * (و) * يسجد * (والجبال والشجر والدواب) * ظلهم حين تطلع الشمس، وحين تزول إذا تحول ظل كل شيء فهو سجوده، ثم قال سبحانه:
* (و) * يسجد * (وكثير من الناس) * يعنى المؤمنين * (و) * يسجد * (وكثير) * ممن * (حق عليه العذاب) * من كفار الإنس والجن سجودهم هو سجود ظلالهم * (ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء) * [آية: 18] في خلقه، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية فسجد لها هو وأصحابه، رضي الله عنهم.
* (هذان خصمان اختصموا في ربهم) * نزلت في المؤمنين وأهل الكتاب، ثم بين ما
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»