تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٨٩
الفلك، يعني السفن * (تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض) * يقول:
لئلا تقع على الأرض * (إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف) * يعنى لرفيق * (رحيم) * [آية:
65] بهم، فيما سخر لهم، وحبس عنهم السماء، فلا تقع عليهم فيهلكوا.
* (وهو الذي أحياكم) * يعنى خلقكم، ولم تكونوا شيئا * (ثم يميتكم) * عند آجالكم * (ثم يحييكم) * بعد موتكم في الآخرة * (إن الإنسان لكفور) * [آية:
66] لنعم الله، عز وجل، في حسن خلقه حين لا يوحده.
ثم قال سبحانه: * (لكل أمة) * يعنى لكل قوم فيما خلا * (جعلنا منسكا) * يعنى ذبحا يعنى هراقة الدماء ذبيحة في عيدهم * (هم ناسكوه) * يعنى ذابحوه كقوله:
* (إن صلاتي ونسكي) * [الأنعام: 162] يعنى ذبيحتي * (فلا ينازعنك في الأمر) * يعنى في أمر الذبائح، فإنك أولى بالأمر منهم، أي من كفار خزاعة وغيرهم، نزلت في بديل بن ورقاء الخزاعي، وبشر بن سفيان الخزاعي، ويزيد بن الحلبس، من بني الحارث بن عبد مناف لقولهم للمسلمين، في الأنعام، ما قتلتم أنتم بأيديكم فهو حلال وما قتل الله فهو حرام يعنون الميتة، ثم قال سبحانه: * (وادع إلى ربك) * يعنى إلى معرفة ربك وهو التوحيد * (إنك لعلى هدى) * يعنى لعلي دين * (مستقيم) * [آية: 67].
* (وإن جادلوك) * في أمر الذبائح، يعنى هؤلاء النفر * (فقل الله أعلم بما تعملون) * [آية: 68] وبما نعمل، وذلك حين اختلفوا في أمر الذبائح. فذلك قوله عز وجل: * (الله يحكم) * يعنى يقضي * (بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) * [آية: 69] من الدين: نسختها آية: السيف.
قوله عز وجل: * (ألم تعلم) * يا محمد * (أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك) * العلم * (في كتاب) * يعنى اللوح المحفوظ * (ان ذلك) * الكتاب * (على الله يسير) * [آية: 70] يعنى هينا.
* (ويعبدون من دون الله) * من الآلهة * (ما لم ينزل به سلطانا) * يعنى ما لم ينزل به كتابا من السماء لهم فيه حجة بأنها آلهة * (وما ليس لهم به علم) * أنها آلهة * (وما للظالمين من نصير) * [آية: 71] يقول: وما للمشركين من مانع من العذاب.
* (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات) * يعنى واضحات * (تعرف في وجوه الذين كفروا
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»