تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
فكان اعتزاله إياهم أنه فارقهم من كوثا، فهاجر منها إلى الأرض المقدسة، ثم قال إبراهيم: * (وأدعوا ربي) * في الاستغفار لك، * (عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) * [آية: 48]، يعنى خائبا بدعائي لك بالمغفرة.
* (فلما اعتزلهم و) * واعتزل * (وما يعبدون من دون الله) * من الآلهة، وهي الأصنام، وذهب مهاجرا منها، * (وهبنا له) * بعد الهجرة إلى الأرض المقدسة، * (إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا) * [آية: 49]، يعنى إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب.
* (ووهبنا لهم من رحمتنا) *، يعنى من نعمتنا، * (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * [آية:
50]، يعنى ثناء حسنا رفيقا يثنى عليهم جميع أهل الأديان بعدهم.
تفسير سورة مريم من الآية: [51 - 55].
* (واذكر) * لأهل مكة، * (في الكتاب موسى إنه كان مخلصا) *، يعنى مسلما موحدا، * (وكان رسولا نبيا) * [آية: 51].
* (وناديناه) *، يعنى دعوناه ليلة الجمعة، * (من جانب الطور الأيمن) * يعنى من ناحية الجبل، * (وقربناه نجيا) * [آية: 52]، يعنى كلمناه من قرب، وكان بينهما حجاب خفي سمع صرير القلم، ويقال: صريف القلم.
* (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) * [آية: 53]، فوهب الله عز وجل له أخاه هارون، وذلك حين سأل موسى، عليه السلام، ربه عز وجل، فقال: * (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) * [طه: 29، 30]، وحين قال: * (فأرسل إلى هارون) * [الشعراء: 13].
* (واذكر في الكتاب) *، يعنى واذكر لأهل مكة في القرآن أمر * (إسماعيل) * بن إبراهيم لصلبه، * (إنه كان صادق الوعد) *، وذلك أن إسماعيل، عليه السلام، وعد رجلا أن يقيم مكانه حتى يرجع إليه، فأقام ثلاثة أيام للميعاد حتى رجع الرجل إليه، * (وكان رسولا نبيا) * [آية: 54].
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»