تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣١٧
* (فخلف من بعدهم خلف) *، يعنى من بعد النبيين خلف السوء، يعنى اليهود، فهذا مثل ضربه الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: ولا تكونوا خلف السوء مثل اليهود، ثم نعتهم، فقال سبحانه: * (أضاعوا الصلاة) *، يعنى أخروها عن مواقيتها، * (واتبعوا الشهوات) *، يعنى الذين استحلوا تزويج بنت الأخت من الأب، نظيرها في النساء:
* (الذين يتبعون الشهوات) *، [النساء: 27]، يعنى الزنا، * (فسوف يلقون غيا) * [آية:
59] في الآخرة، وهو واد في جهنم.
* (إلا من تاب) * من الشرك، * (وءامن) * بمحمد صلى الله عليه وسلم، يعنى وصدق بتوحيد الله عز وجل، * (وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون) *، يعنى ولا ينقضون * (شيئا) * [آية: 60] من أعمالهم الحسنة حتى يجازوا بها، فيجزيهم ربهم.
* (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده) * المؤمنين على ألسنة الرسل في الدنيا، * (بالغيب) * ولم يروه، * (إنه كان وعده مأتيا) * [آية: 61]، يعنى جائيا لا خلف له.
* (لا يسمعون فيها) *، يعنى في الجنة، * (لغوا) *، يعنى الحلف إذا شربوا الخمر، يعنى لا يحلفون كما يحلف أهل الدنيا إذا شربوا، نظيرها في الواقعة، وفي الصافات، ثم قال:
* (إلا سلاما) *، يعنى سلام الملائكة عليهم فيها، * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * [آية: 62]، يعنى بالرزق الفاكهة على مقدار طرفي النهار في الدنيا.
ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: * (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) * [آية:
63]، يعنى مخلصا لله عز وجل.
* (وما نتنزل إلا بأمر ربك) *، وذلك أن جبريل، عليه السلام، احتبس على النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، ويقال: ثلاثة أيام: فقال مشركو مكة: قد ودعه ربه وقلاه، فلما نزل جبريل، عليه السلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' يا جبريل، ما جئت حتى اشتقت إليك '، قال: وأنا إليك كنت أشد شوقا، ونزل في قولهم: * (والضحى والليل إذا سجى) * [سورة الضحى]، * (ألم نشرح لك) * [سورة الشرح] جميعا، وقال جبريل، عليه السلام:
* (وما نتنزل) * من السماء * (إلا بأمر ربك) *، * (له ما بين أيدينا) * من أمر الآخرة، * (وما خلفنا) * من أمر الدنيا، * (وما بين ذلك) *، يعنى ما بين الدنيا والآخرة، يعنى ما بين النفختين، * (وما كان ربك نسيا) * [آية: 64] لقول كفار مكة: نسيه ربه وقلاه.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»