تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣١١
حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل، قال: قال مقاتل: وأخبرت عن ليث بن أبي سليم، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: * (إني نذرت للرحمن صوما) *، يعنى صمتا.
* (فكلي) * من النخلة، * (واشربي) * من الماء العذب، * (وقري عينا) * بالولد، * (فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما) *، يعنى صمتا، * (فلن أكلم اليوم إنسيا) * [آية: 26] في عيسى صلى الله عليه وسلم.
* (فأتت به قومها) * بالولد، * (تحمله) * إلى بني إسرائيل في حجرها ملفوفا في خرق، * (قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) * [آية: 27]، يقول: أتيت أمرا منكرا.
* (ياأخت هارون) * الذي هو أخو موسى. حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، عن الهذيل، قال: قال مقاتل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' إنما عنوا هارون أخا موسى؛ لأنها كانت من نسله '، * (ما كان أبوك) * عمران، * (امرأ سوء) *، يعنى بزان، كقوله سبحانه:
* (من أراد بأهلك سوءا) * [يوسف: 25]، يعنى الزنا، وكقوله سبحانه: * (ما علمنا عليه من سوء) * [يوسف: 51]، وكان عمران من عظماء بني إسرائيل، * (وما كانت أمك) * جنة، * (بغيا) * [آية: 28] بزانية، فمن أين هذا الولد؟
* (فأشارت إليه) *، يعنى إلى ابنها عيسى صلى الله عليه وسلم أن كلموه، * (قالوا) *، قال قومها:
* (كيف نكلم من كان) *، يعنى من هو، * (في المهد) *، يعنى في حجر أمه ملفوفا في خرق، * (صبيا) * [آية: 29]، فدنا زكريا من الصبي، فقال: تكلم يا صبي بعذرك إن كان لك عذر.
ف * (قال) * الصبي، وهو يومئذ ولد، * (إني عبد الله) *، وكذبت النصارى فيما يقولون، فأول ما تكلم به الصبي أنه أقر لله بالعبودية، * (ءاتاني الكتاب) *، يعنى أعطاني الإنجيل فعلمنيه، * (وجعلني نبيا) * [آية: 30].
* (وجعلني مباركا) *، يعني معلما مؤدبا في الخير، * (أين ما كنت) * من الأرض، * (وأوصاني ب) * إقامة * (بالصلاة و) * إيتاء * (والزكاة ما دمت حيا) * [آية: 31].
* (وبرا بوالدتي) *، يقول: وأوصاني أن أكون برا بوالدتي، يعنى مطيعا لأمي مريم،
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»