تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٠٩
* (واذكر) * لأهل مكة، * (في الكتاب مريم) *، يعنى في القرآن ابنة عمران بن ماثان، ويعقوب بن ماثان، من نسل سليمان بن داود عليهم السلام، * (إذ انتبذت) *، يعنى إذ انفردت، * (من أهلها مكانا شرقيا) * [آية: 16]، فجلست في المشرقة؛ لأنه كان الشتاء.
* (فاتخذت من دونهم حجابا) *، يعنى جبلا، فجعلت الجبل بينها وبينهم، فلم يرها أحد منهم، كقوله في ص: * (حتى توارت بالحجاب) * [ص: 32]، يعنى الجبل، وهو دون ق بمسيرة سنة، والشمس تغرب من ورائه، * (فأرسلنا إليها روحنا) *، يعنى جبريل، عليه السلام، * (فتمثل لها بشرا سويا) * [آية: 17]، يعنى إنسانا سويا، يعنى سوى الخلق، على صورة شاب أمرد، جعد الرأس.
فلما رأته حسبته إنسانا، * (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) * [آية: 18]، يعنى مخلصا لله عز وجل تعبده.
* (قال) * جبريل، عليه السلام: * (إنما أنا رسول ربك لأهب لك) * بأمر الله عز وجل، * (غلاما زكيا) * [آية: 19]، يعنى مخلصا، يقول صالحا.
* (قالت) * مريم: * (إني) * من أين * (يكون لي غلام ولم يمسسني بشر) *، يعنى ولم يكن لي زوج، * (ولم أك بغيا) * [آية: 20]، يعنى ولم أركب فاحشة.
* (قال) * جبريل، عليه السلام: * (كذلك) *، يعنى هكذا، * (قال ربك) * إنه يكون لك ولد من غير زوج، * (هو على) *، على الله، * (هين) *، يعنى يسير أن يخلق في بطنك ولدا من غير بشر، * (ولنجعله ءاية) *، يقول: ولكي نجعله عبرة، * (للناس) *، يعنى في بني إسرائيل، * (ورحمة) *، يعنى ونعمة، * (منا) * لمن تبعه على دينه، مثل قوله سبحانه: * (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) * [الأنبياء: 107]، يعنى بالرحمة النعمة لمن اتبعه على دينه، * (وكان) * عيسى صلى الله عليه وسلم من غير بشر، * (أمرا مقضيا) * [آية: 21]، قد قضى الله عز وجل في اللوح المحفوظ أنه كائن لا بد.
تفسير سورة مريم من الآية: [22 - 33].
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»