تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١١٦
أي من السفلة، * (أفلا) *، يعنى أفهلا * (تذكرون) * [آية: 30] أنه لا مانع لأحد من الله.
* (ولا أقول لكم عندي خزائن الله) *، يعنى مفاتيح الله بأنه يهدي السفلة دونكم، * (ولا أعلم الغيب) *، يقول: ولا أقول لكم عندي غيب ذلك إن الله يهديهم، وذلك قول نوح في الشعراء: * (وما علمي بما كانوا يعملون) * [الشعراء: 112]، ثم قال لهم نوح: * (ولا أقول) * لكم * (إني ملك) * من الملائكة، إنما أنا بشر، لقولهم: * (ما نراك إلا بشرا مثلنا) * [هود: 27] إلى آخر الآية.
* (ولا أقول للذين تزدري أعينكم) *، يعنى السفلة، * (لن يؤتيهم الله خيرا) *، يعنى إيمانا، وإن كانوا عندكم سفلة، * (الله أعلم بما في أنفسهم) *، يعنى بما في قلوبهم، يعنى السفلة من الإيمان، قال نوح: * (إني إذا لمن الظالمين) * [آية: 31] إن لم أقبل منهم الإيمان.
* (قالوا يا نوح جادلتنا) *، يعنى ماريتنا، * (فأكثرت جدالنا) *، يعنى مراءنا، * (فأتنا بما تعدنا) * من العذاب، * (إن كنت من الصادقين) * [آية: 32] بأن العذاب نازل بنا، لقوله في هذه الآية الأولى: * (إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم) * [هود:
26].
وذلك أن الله أمر نوحا أن ينذرهم العذاب في سورة نوح فكذبوه، فقالوا: * (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين) *، بأن العذاب نازل بنا، فرد عليهم نوح: * (قال إنما يأتيكم به الله إن شاء) *، وليس ذلك بيدي، * (وما أنتم بمعجزين) * [آية: 33]، يعنى بسابقي الله بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم بها.
* (ولا ينفعكم نصحي) * فيما أحذركم من العذاب، * (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) *، يعنى يضلكم عن الهدى، ف * (هو ربكم) *، ليس له شريك، * (وإليه ترجعون) * [آية: 34] بعد الموت، فيجزيكم بأعمالكم.
ثم ذكر الله تعالى كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أهل مكة، فقال: * (أم يقولون افتره) *، نظيرها في حم الزخرف: * (أم أنا خير) *، يعنى بل أنا خير * (من هذا
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»