تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٠٥
العذاب فوق رؤوسهم على قدر ميل، وهم في قرية تسمى نينوى من أرض الموصل تابوا، فلبس المسوح بعضهم، ونثروا الرماد على رؤوسهم، وعزلوا الأمهات من الأولاد، والنساء من الزواج، ثم عجوا إلى الله، فكشف الله عنهم العذاب، * (كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعنهم إلى حين) * [آية: 98]، إلى منتهى آجالهم، فأخبرهم يا محمد أن التوبة لا تنفعهم عند نزول العذاب.
* (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) * [آية: 99]، هذا منسوخ، نسختها آية السيف في براءة.
ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه، فقال: * (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) *، يعنى أن تصدق بتوحيد الله حتى يأذن الله في ذلك، * (ويجعل الرجس) *، يعنى الإثم، * (على الذين لا يعقلون) * [آية: 100].
تفسير سورة يونس من آية [101 - 103].
ثم وعظ كفار مكة، فقال: * (قل انظروا ماذا في السماوات) *، يعنى الشمس، والقمر، والنجوم، والسحاب، والمطر، * (والأرض) * والجبال، والأشجار، والأنهار، والثمار، والعيون، ثم أخبر عن علمه فيهم، فقال: * (وما تغنى الأيت) *، يعنى العلامات * (والنذر) *، يعنى الرسل، * (عن قوم لا يؤمنون) * [آية: 101].
ثم خوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية، فقال: * (فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم) *، يعنى قوم نوح، وعاد، وثمود، والقرون المعذبة، * (قل فانتظروا) * الموت، * (إني معكم من المنتظرين) * [آية: 102] بكم العذاب.
* (ثم ننجي رسلنا والذين ءامنوا) * معهم، * (كذلك) *، يعنى هكذا، * (حقا علينا ننج المؤمنين) * [آية: 103] في الآخرة من النار، وفي الدنيا بالظفر.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»