تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٢٧
لكم من إتيان الرجال، * (فاتقوا الله) * في معصيته، * (ولا تحزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) * [آية: 78]، يقول: ما منكم رجل مرشد.
* (قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق) *، يعنون من حاجة، * (وإنك لتعلم ما نريد) * [آية: 79] أنهم يريدون الأضياف.
* (قال لو أن لي بكم قوة) *، يعنى بطشا، * (أو ءاوى إلى ركن شديد) * [آية: 80]، يعنى منيع، يعنى رهط، يعنى عشيرة لمنعتكم مما تريدون.
* (قالوا يلوط) *، قال جبريل للوط: * (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك) * بسوء؛ لأنهم قالوا للوط: إنا نرى معك رجالا سحروا أبصارنا، فستعلم غدا ما تلقي أنت في أهلك، فقال جبريل، عليه السلام: * (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك) * * (فأسر بأهلك) *، يعني امرأته وابنتيه، * (بقطع من اليل) *، يعنى ببعض الليل، * (ولا يلتفت منكم أحد) * البتة * (إلا امرأتك) * فإنها تلتفت، يقول: لا ينظر منكم أحد وراءه، ثم استثنى: * (إلا امرأتك) * تلتفت، * (إنه مصيبها) * من العذاب * (ما أصابهم) *، يعنى قوم لوط، فالتفتت فأصابها حجر فقتلها، ثم قال: * (إن موعدهم الصبح) *، ثم يهلكون، قال لوط لجبريل: عجل على بهلاكهم الآن، فرد عليه جبريل: * (أليس الصبح بقريب) *؟ [آية:
81].
يقول الله: * (فلما جاء أمرنا) *، يعنى قولنا في نزول العذاب، * (جعلنا عليها سافلها) *، يعنى الخسف، * (وأمطرنا عليها) *، يعنى على أهلها من كان خارجا من المدائن الأربع، * (حجارة من سجيل) *، يعنى حجارة خالطها الطين، * (منضود) * [آية: 82]، يعنى ملزق الحجر بالطين.
* (مسومة) *، يعنى معلمة، * (عند ربك) *، يعنى جاءت من عند الله عز وجل، ثم قال: * (وما هي من الظالمين ببعيد) * [آية: 83]؛ لأنها قريب من الظالمين، يعنى من مشركي مكة، فإنها تكون قريبا، يخوفهم منها، وسيكون ذلك في آخر الزمان، يعنى ما هي ببعيد؛ لأنها قريب منهم، والبعيد ما ليس بكائن، فذلك قوله: * (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) * [المعارج: 6، 7]، يعنى كائنا.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»