تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٦٤
تعليلي للآيتين أعني قوله: (ليدخل المؤمنين والمؤمنات - إلى قوله - وأعد لهم جهنم) على حذو ما كان مثله فيما تقدم بيانا تعليليا لقوله: (أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) الخ.
وقيل: إن مضمونه متعلق بالآية الأخيرة فهو تهديد لهم أنهم في قبضة قدرته فينتقم منهم، والوجه الأول أظهر.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم أن الله جل وعز أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا.
فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة وستين بدنة وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدي معرات مجللات.
فلما بلغ قريشا بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا يستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يعارضه على الجبال فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم لأنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن تجئ الان لهم صلاة أخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصلاة الخوف في قوله عز وجل: (فإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) الآية.
قال: فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديبية، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستنفر الاعراب في طريقه فلم يتبعه أحد ويقولون: أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم، إنه لا يرجع محمد وأصحابه إلى المدينة أبدا. الحديث.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست