تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣١٥
فغضبن من ذلك، وقلن: لعلك ترى أنك ان طلقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا؟.
فأنف الله عز وجل لرسوله فأمره أن يعزلهن فاعتزلهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن ثم أنزل الله عز وجل هذه الآية وهي آية التخيير فقال: (يا أيها النبي قل لأزواجك - إلى قوله - أجرا عظيما) فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك الحديث.
أقول: وروى ما يقرب من ذلك من طرق أهل السنة وفيها أن أول من اختارت الله ورسوله منهن عائشة.
وفى الكافي باسناده عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام أن زينب بنت جحش قالت: يرى رسول الله ان خلى سبيلنا أن لا نجد زوجا غيره وقد كان اعتزل نساءه تسعة وعشرين ليلة فلما قالت زينب الذي قالت بعث الله جبرائيل إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (قل لأزواجك) الآيتين كلتيهما فقلن: بل نختار الله ورسوله والدار الآخرة.
وفيه باسناده عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت؟ قال: لا. انما هذا شئ كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة أمر بذلك ففعل، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن وهو قول الله عز وجل: (قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها، فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا).
وفى المجمع روى الواحدي بالاسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا مع حفصة فتشاجرا بينهما فقال لها: هل لك أن أجعل بيني وبينك رجلا؟ قالت: نعم.
فأرسل إلى عمر فلما أن دخل عليهما قال لها: تكلمي، فقالت: يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها ثم رفع يده فوجأ وجهها.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كف فقال عمر: يا عدوة الله النبي لا يقول الا حقا والذي بعثه بالحق، لولا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصعد
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست