تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٦٢
إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون - 27. ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين - 28.
قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون - 29.
فأعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون - 30.
(بيان) الآيات تفرق بين المؤمنين بحقيقة معنى الايمان وبين الفاسقين والظالمين وتذكر لكل ما يلزمه من الآثار والتبعات ثم تنذر الظالمين بعذاب الدنيا وتأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بانتظار الفتح وعند ذلك تختتم السورة.
قوله تعالى: (انما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون) لما ذكر شطرا من الكلام في الكفار الذين يجحدون لقاءه ويستكبرون في الدنيا عن الايمان والعمل الصالح أخذ في صفة الذين يؤمنون بآيات ربهم ويخضعون للحق لما ذكروا ووعظوا.
فقوله: (انما يؤمن بآياتنا) حصر للايمان بحقيقة معناه فيهم ومعناه أن علامة التهيؤ للايمان الحقيقي هو كذا وكذا.
وقوله: (الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا) ذكر سبحانه شيئا من أوصافهم وشيئا من أعمالهم، أما ما هو من أوصافهم فتذللهم لمقام الربوبية وعدم استكبارهم عن الخضوع لله وتسبيحه وحمده وهو قوله: (إذا ذكروا بآيات ربهم) أي الدالة على وحدانيته في ربوبيته وألوهيته وما يلزمها من المعاد والدعوة النبوية إلى الايمان والعمل الصالح (خروا سجدا) أي سقطوا على الأرض ساجدين لله تذللا واستكانة (وسبحوا بحمد ربهم) أي نزهوه مقارنا للثناء الجميل عليه. والسجدة والتسبيح والتحميد وان كانت من الافعال لكنها مظاهر لصفة التذلل والخضوع لمقام الربوبية والألوهية، ولذا أردفها بصفة تلازمها فقال: (وهم لا يستكبرون).
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست