تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٤٦
الدواب لا رزق مدخر لها يرزقها الله ويرزقكم معاشر الآدميين الذين يدخرون الأرزاق وهو السميع العليم.
وفى تذييل الآية بالاسمين الكريمين السميع العليم إشارة إلى الحجة على مضمونها وهو أن الانسان وسائر الدواب محتاجون إلى الرزق يسألون الله ذلك بلسان حاجتهم إليه والله سبحانه سميع للدعاء عليم بحوائج خلقه ومقتضى الاسمين الكريمين أن يرزقهم.
(بحث روائي) في تفسير القمي وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:
(يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة) يقول: لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فان خفتموهم أن يفتنوكم عن دينكم فان أرضى واسعة، وهو يقول: (فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض) فقال: (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها).
وفى المجمع: وقال أبو عبد الله عليه السلام معناه إذا عصى الله في أرض أنت بها فاخرج منها إلى غيرها.
وفى العيون باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما نزلت (انك ميت وانهم ميتون) قلت: يا رب أيموت الخلائق كلهم ويبقى الأنبياء؟ فنزلت (كل نفس ذائقة الموت).
أقول: ورواه أيضا في الدر المنثور عن ابن مردويه عن علي، ولا يخلو متنه عن شئ فان قوله: (انك ميت وانهم ميتون) يخبر عن موته صلى الله عليه وآله وسلم وموت سائر الناس، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أن الأنبياء المتقدمين عليه ماتوا فلا معنى لقوله: أيموت الخلائق كلهم ويبقى الأنبياء.
وفى الجمع عن عطاء عن ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخلنا بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي: يا ابن عمر ما لك لا تأكل؟ فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله. قال: أنا أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولو شئت لدعوت ربى فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست