تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٨٣
وليس معه غير فارس واحد ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون. الحديث.
وفي الدر المنثور اخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه قال: كان النضر بن الحارث يختلف إلى الحيرة فيسمع سجع أهلها وكلامهم فلما قدم إلى مكة سمع كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن فقال: قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا إلا أساطير الأولين.
أقول: وهناك بعض روايات أخر في أن القائل بهذا القول كان هو النضر بن الحارث وقد قتل يوم بدر صبرا.
وفيه اخرج البخاري وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن انس بن مالك رض قال: قال أبو جهل بن هشام: اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت:
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم - وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.
أقول: وروى القمي هذا المعنى في تفسيره وروى السيوطي أيضا في الدر المنثور عن ابن جرير الطبري وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وعن ابن جرير عن عطاء: ان القائل: اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك الآية النضر بن الحارث وقد تقدم في البيان السابق ما يقتضيه سياق الآية.
وفيه اخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا: قالت قريش بعضها لبعض: محمد أكرمه الله من بيننا؟ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء الآية فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا: غفرانك اللهم فأنزل الله: وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون إلى قوله لا يعلمون.
وفيه اخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبزي (ر ض) قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة فأنزل الله: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة فأنزل الله: وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فلما خرجوا انزل الله: وما لهم ان لا يعذبهم الله الآية فاذن في فتح مكة فهو العذاب الذي وعدهم.
وفيه اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست