تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٧٧
وفيه اخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والخطيب عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم:
إذا أصبح فاثبتوه بالوثائق - يريدون النبي صلى لله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم بل أخرجوه فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فبات على رضي الله عنه على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا رضي الله عنه يحسبونه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما أصبحوا ثاروا عليه فلما رأوه عليا رضي الله عنه رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدرى فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث ثلاث ليال.
وفي تفسير القمي: كان سبب نزولها انه لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدعوة بمكة قدمت عليه الأوس والخزرج فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تمنعوني وتكونون لي جارا حتى أتلو كتاب الله عليكم وثوابكم على الله الجنة؟ فقالوا: نعم خذ لربك ولنفسك ما شئت فقال لهم: موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق فحجوا ورجعوا إلى منى وكان فيهم ممن قد حج بشر كثير.
فلما كان اليوم الثاني من أيام التشريق قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة، ولا تنبهوا نائما، ولينسل واحد فواحد فجاء سبعون رجلا من الأوس والخزرج فدخلوا الدار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
تمنعوني وتجيروني حتى أتلو عليكم كتاب ربى وثوابكم على الله الجنة.
فقال أسعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حرام: نعم يا رسول الله اشترط لربك ونفسك ما شئت. فقال: أما ما أشترط لربى فان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وما أشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون أنفسكم وتمنعون أهلي مما تمنعون أهليكم وأولادكم. فقالوا فما لنا على ذلك؟ فقال: الجنة في الآخرة، وتملكون العرب، ويدين لكم العجم في الدنيا، وتكونون ملوكا في الجنة فقالوا: قد رضينا.
فقال: اخرجوا إلى منكم اثنى عشر نقيبا يكونون شهداء عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثنى عشر نقيبا فأشار إليهم جبرائيل فقال: هذا نقيب
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست