تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٣٩٥
الله ولا يطؤن موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين - 120.
ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون - 121. وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون - 122. يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين - 123.
(بيان) آيات في أغراض متفرقة يجمعها غرض واحد مرتبط بغرض الآيات السابقة فإنها تتكلم حول القتال فمنها ما يمدح المؤمنين ويعدهم وعدا جميلا على جهادهم في سبيل الله ومنها ما ينهى عن التودد إلى المشركين و الاستغفار لهم، ومنها ما يدل على توبته تعالى للثلاثة المخلفين عن غزوة تبوك، ومنها ما يفرض على أهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد الخروج إلى قتال ولا يتخلفوا عنه، ومنها ما يفرض على الناس إن يلازم بعضهم البيضة للتفقه في الدين ثم تبليغه إلى قومهم إذا رجعوا إليهم ومنها ما يقضى بقتال الكفار ممن يلي بلاد الاسلام.
قوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) إلى آخر الآية، الاشتراء هو قبول العين المبيعة بنقل الثمن في المبايعة.
والله سبحانه يذكر في الآية وعده القطعي للذين يجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم بالجنة، ويذكر أنه ذكر ذلك في التوراة والإنجيل كما يذكره في القرآن.
وقد قلبه سبحانه في قالب التمثيل فصور ذلك بيعا، وجعل نفسه مشتريا
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست