تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٥
فيتخذه ولدا.
وكفى بالله وكيلا: تنبيه على غناه عن الولد، فإن الحاجة إلى الولد ليكون وكيلا لأبيه، والله سبحانه قائم بحفظ الأشياء كاف في ذلك مستغن عمن يخلفه أو يعينه.
لن يستنكف المسيح: لن يأنف، من نكفت الدمع، إذا نحيته بإصبعك كيلا يرى أثره على وجهك.
أن يكون عبد الله: من أن يكون عبد الله، فإن عبوديته شرف يتباهى به، وإنما المذلة والاستنكاف في عبودية غيره.
في مجمع البيان: روي أن وقد نجران قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا محمد لم تعيب صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى، قال: وأي شئ أقول فيه؟ قالوا: إنه عبد الله ورسوله فنزلت الآية (1).
ولا الملائكة المقربون: عطف على المسيح، أي ولن يستنكف الملائكة المقربون أن يكونوا عبيد الله.
في كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي تختم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول الله وما المقربون؟ قال: جبرائيل وميكائيل (2). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حاكيا عن جبرئيل (عليه السلام): أن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل، وبيننا وبينه أربعة حجب، حجاب من نور، وحجاب

(١) مجمع البيان: ج ٣ ص ١٤٦ في شأن نزول آية ١٧٢ من سورة النساء.
(٢) علل الشرائع: ج ١ ص ١٥٢ باب 127 علة تختم أمير المؤمنين (عليه السلام) في يمينه، ح 3 وتمام الحديث (قال: بما أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه أقر لله (عز وجل) بالوحدانية ولي بالنبوة ولك يا علي بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعة ولدك بالفردوس).
(٦٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 ... » »»
الفهرست