تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٢١
[ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار (192)] ربنا ما خلقت هذا بطلا: على إرادة القول، أي يتفكرون قائلين ذلك.
والمشار إليه ب‍ " هذا " المتفكر فيه، أو الخلق على أنه أريد به المخلوق من السماوات والأرض، أو إليهما، لأنهما في معنى المخلوق.
والمعنى ما خلقته عبثا ضائعا من غير حكمة، بل خلقته لحكم عظيمة.
سبحانك: تنزيها لك عن العبث وخلق الباطل، وهو اعتراض.
فقنا عذاب النار: للاخلال بالنظر فيه، والقيام بما يقتضيه.
وفائدة الفاء هي الدلالة على أن علمهم بما لأجله خلقت السماوات والأرض، حملهم على الاستعاذة.
وفي مجمع البيان: روى الثعلبي في تفسيره بإسناده عن محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا قام من الليل تسوك، ثم ينظر إلى السماء، ثم يقول: " ان في خلق السماوات والأرض " إلى قوله: " فقنا عذاب النار " (1).
ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته: غاية الاخزاء، ونظيره قولهم (من أدرك مر على الضمان فقد أدرك) (2).
والمراد تهويل المستعاذ منه، تنبيها على شدة خوفهم، وطلبهم الوقاية منه.
وما للظلمين من أنصار: أراد بهم المدخلين. ووضع المظهر موضع المضمر.
للدلالة على أن ظلمهم سبب لادخالهم النار (3).

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2 ص 553.
(2) قال العلامة الكازروني في حاشية على تفسير (البيضاوي): (الضمان اسم جبل فيه مرعى عظيم).
(3) من قوله: (على إرادة القول) إلى هنا مقتبس من تفسير (البيضاوي): ج 1 ص 198.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست