تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٢
وفي تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) يعني فيما أمركم به وافترض عليكم (1).
وفي أصول الكافي: بعض أصحابنا رفعه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: إن الله (تبارك وتعالى) لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة (عليهم السلام) وخلق شيعتهم، أخذ عليهم الميثاق أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا (2)، وأن يتقوا الله (3).
وفي تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (تبارك وتعالى): " اصبروا " يقول: على المعاصي " وصابروا " على الفرائض " واتقوا الله " يقول: آمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثم قال: وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا " ورابطوا " يقول: في سبيل الله، ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه، ونحن الرباط الأدنى فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء بن من عند الله " لعلكم تفلحون " يقول: لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ونظيرها في قول الله تعالى: " ومن أحسن قولا ممن دعى إلى

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢١٢ قطعة من ح ١٨١ وراوي الحديث يعقوب السراج عن أ بي عبد الله (عليه السلام).
(٢) قوله: (وإن يصروا ويصابروا ويرابطوا) الصبر أصله الحبس، يقال: صبرت نفسي على كذا، أي حبستها. والربط أصله الشد، يقال: ربط الدابة، أي شده. والمرابطة الإقامة على جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وإعدادها في الثغور. وقد يطلق على ربط النفس على الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة. ولعل المقصود أنه تعالى أخذ عليهم أن يصبروا على الدين ومشاق تكاليفه وسائر ما ينزل عليهم من النوائب والمصائب، وأن يصابروا أعداءهم في الجهاد، ويغالبوهم في الصبر على شدائد الحروب، أو يحمل بعضهم بعضا على الصبر في الشدائد، وأن يرابطوا أي يقيموا على جهادهم، أو على الثغور بأنفسهم وخيولهم، أو على الطاعات مطلقا (شرح الكافي. للعلامة المازندراني: ج ٧ ص ١٨٧).
(٣) الكافي: ج ١ ص ٤٥١، كتاب الحجة، أبواب التاريخ، باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووفاته، قطعة من ح 39.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 337 338 ... » »»
الفهرست